responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 661


أشرف منه ، وإمّا لما لا يصحّ وجود غيره إلَّا بوجوده ، كقولك : الواحد مُتَقَدِّمٌ على العدد .
بمعنى أنه لو توهّم ارتفاعه لارتفعت الأعداد ، والقِدَمُ : وجود فيما مضى ، والبقاء : وجود فيما يستقبل ، وقد ورد في وصف اللَّه ( يا قَدِيمَ الإحسان ) [1] ، ولم يرد في شيء من القرآن والآثار الصحيحة : القَدِيمُ في وصف اللَّه تعالى ، والمتكلَّمون يستعملونه ، ويصفونه به [2] ، وأكثر ما يستعمل القديم باعتبار الزمان نحو : * ( كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ) * [ يس / 39 ] ، وقوله : * ( قَدَمَ ) * صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ [ يونس / 2 ] ، أي : سابقة فضيلة ، وهو اسم مصدر ، وقَدَّمْتُ كذا ، قال : * ( أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا ) * بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ [ المجادلة / 13 ] ، وقال : * ( لَبِئْسَ ما قَدَّمَتْ ) * لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ [ المائدة / 80 ] ، وقَدَّمْتُ فلانا أَقْدُمُه : إذا تَقَدَّمْتَه . قال : * ( يَقْدُمُ ) * قَوْمَه يَوْمَ الْقِيامَةِ [ هود / 98 ] ، * ( بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ) * [ البقرة / 95 ] ، وقوله : * ( لا تُقَدِّمُوا ) * بَيْنَ يَدَيِ الله ورَسُولِه [ الحجرات / 1 ] ، قيل : معناه لا تَتَقَدَّمُوه . وتحقيقه : لا تسبقوه بالقول والحكم بل افعلوا ما يرسمه لكم كما يفعله العباد المكرمون ، وهم الملائكة حيث قال : * ( لا يَسْبِقُونَه بِالْقَوْلِ ) * [ الأنبياء / 27 ] ، وقوله : * ( لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً ولا يَسْتَقْدِمُونَ ) * [ الأعراف / 34 ] ، أي : لا يريدون تأخّرا ولا تقدّما . وقوله : * ( ونَكْتُبُ ما قَدَّمُوا ) * وآثارَهُمْ [ يس / 12 ] ، أي : ما فعلوه ، قيل : وقَدَّمْتُ إليه بكذا : إذا أمرته قبل وقت الحاجة إلى فعله ، وقبل أن يدهمه الأمر والناس .
وقَدَّمْتُ به : أعلمته قبل وقت الحاجة إلى أن يعمله ، ومنه : * ( وقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ ) * [3] و ( قُدَّامُ ) بإزاء خَلْفُ ، وتصغيره قُدَيْدِمَةٌ [4] ، وركب فلان مَقَادِيمَه [5] ، إذا مرّ على وجهه ، وقَادِمَةُ الرّحل ، وقادمة الأطباء ، وقادمة الجناح ، ومُقَدِّمَةُ الجيش ، والْقَدُومُ . كلّ ذلك يعتبر فيه معنى التّقدّم .
< / كلمة = قدم > < كلمة = قذف > قذف الْقَذْفُ : الرّمي البعيد ، ولاعتبار البعد فيه قيل : منزل قَذَفٌ وقَذِيفٌ ، وبلدة قَذُوفٌ : بعيدة ،



[1] لم أجده في المرفوع لكن جاء عن محمد بن وزير أنه رأى النبي صلَّى اللَّه عليه وسلم في المنام ، وشكا له ، فقال له قل : يا قديم الإحسان ويا من إحسانه فوق كل إحسان ويا مالك الدنيا والآخرة . أخرجه الصابوني . انظر : الرياض النضرة للطبري 1 / 50 . ومعلوم أنّ مثل هذا لا تثبت به حجة .
[2] انظر : الأسماء والصفات للبيهقي ص 33 ، والمنهاج في شعب الإيمان للحليمي 1 / 188 ، والمواقف للإيجي ص 76 ، وورد اسم القديم في حديث أسماء اللَّه الحسنى ، أخرجه ابن ماجة 2 / 1270 ، وفيه ضعف .
[3] سورة ق : آية 28 .
[4] يصغّر قديدمة وقديديمة ، وهو شاذ . انظر : اللسان ( قدم ) .
[5] انظر : المجمل 3 / 745 ، وأساس البلاغة ( قدم ) .

نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 661
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست