responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 60


وقوله تعالى : * ( أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ) * [ الغاشية / 17 ] قيل : أريد بها السحاب [1] ، فإن يكن ذلك صحيحاً فعلى تشبيه السحاب بالإبل وأحواله بأحوالها .
وأَبَلَ الوحشيّ يأبل أُبُولًا ، وأبل أَبْلًا [2] : اجتزأ عن الماء تشبّها بالإبل في صبرها عن الماء .
وكذلك : تَأَبَّلَ الرجل عن امرأته : إذا ترك مقاربتها [3] . وأَبَّلَ الرجل : كثرت إبله ، وفلان لا يأتبل أي : لا يثبت على الإبل إذا ركبها ، ورجل آبِلٌ وأَبِلٌ : حسن القيام على إبله ، وإبل مُؤَبَّلة : مجموعة .
والإبّالة : الحزمة من الحطب تشبيهاً به ، وقوله تعالى : * ( وأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ ) * [ الفيل / 3 ] أي : متفرّقة كقطعات إبلٍ ، الواحد إبّيل [4] .
< / كلمة = إبل > < كلمة = أتى > أتى الإتيان : مجيء بسهولة ، ومنه قيل للسيل المارّ على وجهه : أَتِيّ وأَتَاوِيّ [5] ، وبه شبّه الغريب فقيل : أتاويّ [6] .
والإتيان يقال للمجيء بالذات وبالأمر وبالتدبير ، ويقال في الخير وفي الشر وفي الأعيان والأعراض ، نحو قوله تعالى : * ( إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ الله أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ ) * [ الأنعام / 40 ] ، وقوله تعالى : * ( أَتى أَمْرُ الله ) * [ النحل / 1 ] ، وقوله :
* ( فَأَتَى الله بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ ) * [ النحل / 26 ] ، أي : بالأمر والتدبير ، نحو : * ( وجاءَ رَبُّكَ ) * [ الفجر / 22 ] ، وعلى هذا النحو قول الشاعر :
5 - أتيت المروءة من بابها [7] * ( فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها ) * [ النمل / 37 ] ، وقوله : * ( لا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلَّا وهُمْ كُسالى ) * [ التوبة / 54 ] ، أي : لا يتعاطون ، وقوله : * ( يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ ) * [ النساء / 15 ] ، وفي



[1] قال أبو عمرو بن العلاء : ومن قرأها بالتثقيل قال الإبلّ : السحاب التي تحمل الماء للمطر . راجع لسان العرب ( إبل ) 11 / 6 ، وتفسير القرطبي 20 / 35 .
[2] انظر : الأفعال للسرقسطي 1 / 90 ، واللسان 11 / 5 . مادة أبل .
[3] وروي عن وهب قال : لمّا قتل ابن آدم أخاه تأبّل آدم على حوّاء . أي : ترك غشيانها حزناً على ولده .
[4] الأبابيل : جماعة في تفرقة ، واحدها : إبّيل وإبّول .
[5] قال ابن منظور : والأتيّ : النهر يسوقه الرجل إلى أرضه . وسيل أتيّ وأتاويّ : لا يدرى من أين أتى ، وقال اللحياني : أي : أتى ولبّس مطره علينا .
[6] وقال في اللسان : بل السيل مشبّه بالرّجل لأنه غريب مثله ، راجع 14 / 15 .
[7] هذا عجز بيت للأعشى وقبله : وكأسٍ شربت على لذةٍ وأخرى تداويت منها بها لكي يعلم الناس أني امرؤ أتيت المروءة من بابها وليس في ديوانه - طبع دار صادر ، بل في ديوانه - طبع مصر ص 173 ، وخاص الخاص ص 99 ، والعجز في بصائر ذوي التمييز 2 / 43 .

نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 60
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست