responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 418


وقوله تعالى : * ( أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ ) * [ الكهف / 79 ] ، فإنه جعلهم مساكين بعد ذهاب السّفينة ، أو لأنّ سفينتهم غير معتدّ بها في جنب ما كان لهم من المسكنة ، وقوله : * ( ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ والْمَسْكَنَةُ ) * [ البقرة / 61 ] ، فالميم في ذلك زائدة في أصحّ القولين .
< / كلمة = سكن > < كلمة = سل > سل سَلُّ الشيء من الشيء : نزعه ، كسلّ السّيف من الغمد ، وسَلُّ الشيء من البيت على سبيل السّرقة ، وسَلُّ الولد من الأب ، ومنه قيل للولد :
سَلِيلٌ . قال تعالى : * ( يَتَسَلَّلُونَ ) * مِنْكُمْ لِواذاً [ النور / 63 ] ، وقوله تعالى : * ( مِنْ سُلالَةٍ ) * مِنْ طِينٍ [ المؤمنون / 12 ] ، أي : من الصّفو الذي يُسَلُّ من الأرض ، وقيل : السُّلَالَةُ كناية عن النطفة تصوّر دونه صفو ما يحصل منه . والسُّلُّ [1] : مرض ينزع به اللَّحم والقوّة ، وقد أَسَلَّه اللَّه ، وقوله عليه السلام : « لا إِسْلَالَ ولا إغلال » [2] . وتَسَلْسَلَ الشيء اضطرب ، كأنه تصوّر منه تَسَلُّلٌ متردّد ، فردّد لفظه تنبيها على تردّد معناه ، ومنه السِّلْسِلَةُ ، قال تعالى : * ( فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً ) * [ الحاقة / 32 ] ، وقال تعالى : * ( سَلاسِلَ ) * وأَغْلالًا وسَعِيراً [ الإنسان / 4 ] ، وقال : * ( والسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ ) * [ غافر / 71 ] ، وروي : « يا عجبا لقوم يقادون إلى الجنّة بالسّلاسل » [3] . وماء سَلْسَلٌ :
متردّد في مقرّه حتى صفا ، قال الشاعر :
238 - أشهى إليّ من الرّحيق السَّلْسَلِ [4] وقوله تعالى : * ( سَلْسَبِيلًا ) * [ الإنسان / 18 ] ، أي : سهلا لذيذا سلسا حديد الجرية ، وقيل : هو اسم عين في الجنّة ، وذكر بعضهم أنّ ذلك مركَّب من قولهم : سل سبيلا [5] ، نحو : الحوقلة



[1] يقال : السّلّ والسّلّ والسّلال .
[2] الحديث أخرجه أبو داود في الجهاد برقم 156 ، وأحمد في مسنده 4 / 325 في حديث صلح الحديبية ، والسهيلي في الروض الأنف 4 / 28 .
[3] الحديث عن أبي هريرة عن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلم قال : « عجب اللَّه من قوم يدخلون الجنة في السلاسل » أخرجه البخاري في الجهاد 6 / 145 ، وأبو داود ( 2677 ) ، وانظر : شرح السنة 11 / 76 .
[4] هذا عجز بيت ، وشطره : أم لا سبيل إلى الشباب ، وذكره وهو لأبي كبير الهذلي ، في شرح أشعار الهذليين 3 / 1069 ، واللسان ( سلسل ) ، وتفسير القرطبي 19 / 263 .
[5] الذي ذكر هذا هو أبو نصر الحدادي السمرقندي في كتابه المدخل لعلم تفسير كتاب اللَّه تعالى ، وقد طبع بتحقيقنا ، فليراجع فيه ما كتبناه على ذلك ، وقد نسبه المؤلف فيه لعليّ بن أبي طالب انظر : المدخل ص 106 ، وانظر : غريب القرآن لابن قتيبة ص 4 . وقال الزمخشري : وقد عزوا إلى علي بن أبي طالب أنّ معناه : سل سبيلا إليها ، وهذا غير مستقيم على ظاهره ، إلا أن يراد أنّ جملة قول القائل : سل سبيلا جعلت علما للعين ، كما قيل تأبط شرا ، وهو مع استقامته في العربية تكلَّف وابتداع ، وعزوه إلى مثل عليّ رضي اللَّه عنه أبدع . راجع : الكشاف 4 / 170 ، وغرائب التفسير 2 / 1289 .

نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 418
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست