responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 381


إشارة إلى ما يكون حلالا لا يستوخم عقباه ، ومنه الزَّكاةُ : لما يخرج الإنسان من حقّ اللَّه تعالى إلى الفقراء ، وتسميته بذلك لما يكون فيها من رجاء البركة ، أو لتزكية النّفس ، أي : تنميتها بالخيرات والبركات ، أو لهما جميعا ، فإنّ الخيرين موجودان فيها . وقرن اللَّه تعالى الزَّكَاةَ بالصّلاة في القرآن بقوله : * ( وأَقِيمُوا الصَّلاةَ وآتُوا الزَّكاةَ ) * [ البقرة / 43 ] ، وبِزَكَاءِ النّفس وطهارتها يصير الإنسان بحيث يستحقّ في الدّنيا الأوصاف المحمودة ، وفي الآخرة الأجر والمثوبة . وهو أن يتحرّى الإنسان ما فيه تطهيره ، وذلك ينسب تارة إلى العبد لكونه مكتسبا لذلك ، نحو : * ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها ) * [ الشمس / 9 ] ، وتارة ينسب إلى اللَّه تعالى ، لكونه فاعلا لذلك في الحقيقة نحو :
* ( بَلِ الله يُزَكِّي ) * مَنْ يَشاءُ [ النساء / 49 ] ، وتارة إلى النّبيّ لكونه واسطة في وصول ذلك إليهم ، نحو : * ( تُطَهِّرُهُمْ وتُزَكِّيهِمْ ) * بِها [ التوبة / 103 ] ، * ( يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِنا ويُزَكِّيكُمْ ) * [ البقرة / 151 ] ، وتارة إلى العبادة التي هي آلة في ذلك ، نحو : * ( وحَناناً مِنْ لَدُنَّا وزَكاةً ) * [ مريم / 13 ] ، * ( لأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيًّا ) * [ مريم / 19 ] ، أي :
مُزَكًّى بالخلقة ، وذلك على طريق ما ذكرنا من الاجتباء ، وهو أن يجعل بعض عباده عالما وطاهر الخلق لا بالتّعلَّم والممارسة بل بتوفيق إلهيّ ، كما يكون لجلّ الأنبياء والرّسل . ويجوز أن يكون تسميته بالمزكَّى لما يكون عليه في الاستقبال لا في الحال ، والمعنى : سَيَتَزَكَّى ، * ( والَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ ) * [ المؤمنون / 4 ] ، أي : يفعلون ما يفعلون من العبادة ليزكَّيهم اللَّه ، أو لِيُزَكُّوا أنفسهم ، والمعنيان واحد . وليس قوله :
« للزّكاة » مفعولا لقوله : « فاعلون » ، بل اللام فيه للعلة والقصد . وتَزْكِيَةُ الإنسان نفسه ضربان :
أحدهما : بالفعل ، وهو محمود وإليه قصد بقوله : * ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها ) * [ الشمس / 9 ] ، وقوله : * ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى ) * [ الأعلى / 14 ] .
والثاني : بالقول ، كتزكية العدل غيره ، وذلك مذموم أن يفعل الإنسان بنفسه ، وقد نهى اللَّه تعالى عنه فقال : * ( فَلا تُزَكُّوا ) * أَنْفُسَكُمْ [ النجم / 32 ] ، ونهيه عن ذلك تأديب لقبح مدح الإنسان نفسه عقلا وشرعا ، ولهذا قيل لحكيم : ما الذي لا يحسن وإن كان حقّا ؟ فقال : مدح الرّجل نفسه .
< / كلمة = زكا > < كلمة = زل > زل الزَّلَّةُ في الأصل : استرسال الرّجل من غير قصد ، يقال : زَلَّتْ رِجْل تَزِلُّ ، والْمَزِلَّةُ : المكان الزّلق ، وقيل للذّنب من غير قصد : زَلَّةٌ ، تشبيها بزلَّة الرّجل . قال تعالى : * ( فَإِنْ زَلَلْتُمْ ) * [ البقرة / 209 ] ، * ( فَأَزَلَّهُمَا ) * الشَّيْطانُ [ البقرة / 36 ] ، واسْتَزَلَّه : إذا تحرّى زلَّته ، وقوله : * ( إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ ) * [ آل عمران / 155 ] ، أي :

نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 381
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست