responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 297


أنّ غير اللَّه يبدع ، فكأنه قيل : فاحسب أنّ هاهنا مبدعين وموجدين ، فاللَّه أحسنهم إيجادا على ما يعتقدون ، كما قال : * ( خَلَقُوا كَخَلْقِه فَتَشابَه الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ ) * [ الرعد / 16 ] ، * ( ولَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ الله ) * [ النساء / 119 ] ، فقد قيل :
إشارة إلى ما يشوّهونه من الخلقة بالخصاء ، ونتف اللَّحية ، وما يجري مجراه ، وقيل معناه :
يغيّرون حكمه ، وقوله : * ( لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ الله ) * [ الروم / 30 ] ، فإشارة إلى ما قدّره وقضاه ، وقيل معنى : * ( لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ الله ) * نهي ، أي : لا تغيّروا خلقة اللَّه ، وقوله : * ( وتَذَرُونَ ما خَلَقَ ) * لَكُمْ رَبُّكُمْ [ الشعراء / 166 ] ، فكناية عن فروج النساء [1] . وكلّ موضع استعمل الخلق في وصف الكلام فالمراد به الكذب ، ومن هذا الوجه امتنع كثير من النّاس من إطلاق لفظ الخلق على القرآن [2] ، وعلى هذا قوله تعالى :
* ( إِنْ هذا إِلَّا خُلُقُ الأَوَّلِينَ ) * [ الشعراء / 137 ] ، وقوله : * ( ما سَمِعْنا بِهذا فِي الْمِلَّةِ الآخِرَةِ إِنْ هذا إِلَّا اخْتِلاقٌ ) * [ ص / 7 ] ، [ والخلق يقال في معنى المخلوق ، والخَلْقُ والخُلْقُ في الأصل واحد ، كالشّرب والشّرب ، والصّرم والصّرم ، لكن خصّ الخلق بالهيئات والأشكال والصّور المدركة بالبصر ، وخصّ الخلق بالقوى والسّجايا المدركة بالبصيرة ] [3] . قال تعالى : * ( وإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ ) * عَظِيمٍ [ القلم / 4 ] ، وقرئ : * ( إِنْ هذا إِلَّا خُلُقُ الأَوَّلِينَ ) * [4] . والْخَلَاقُ : ما اكتسبه الإنسان من الفضيلة بخلقه ، قال تعالى : * ( ما لَه فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ ) * [ البقرة / 102 ] ، وفلان خليق بكذا ، أي : كأنّه مخلوق فيه ، ذلك كقولك : مجبول على كذا ، أو مدعوّ إليه من جهة الخلق . وخَلَقَ الثوبُ وأَخْلَقَ ، وثوب خَلَقٌ ومُخْلَق وأخلاق ، نحو حبل أرمام وأرمات ، وتصوّر من خَلُوقَة الثوب الملامسة ، فقيل : جبل أَخْلَق ، وصخرة خَلْقَاء ، وخَلَقْتُ الثوب : ملَّسته ، واخلولق السحاب منه ، أو من قولهم : هو خليق بكذا ، والخلوق : ضرب من الطَّيب .
< / كلمة = خلق > < كلمة = خلا > خلا الخلاء : المكان الذي لا ساتر فيه من بناء ومساكن وغيرهما ، والخلوّ يستعمل في الزمان والمكان ، لكن لما تصوّر في الزمان المضيّ فسّر أهل اللغة : خلا الزمان ، بقولهم : مضى الزمان وذهب ، قال تعالى : * ( وما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ ) *



[1] قال مجاهد في الآية : تركتم أقبال النساء إلى أدبار الرجال وأدبار النساء . راجع : الدر المنثور 6 / 317 .
[2] قال السمين : قوله هذا يشعر بأن لا مانع من إطلاق الخلق على القرآن إلا ذلك ، وليس الأمر كذلك ، بل القرآن كلامه غير مخلوق . انظر عمدة الحفاظ : خلق .
[3] ما بين القوسين ذكره المؤلف في الذريعة ص 39 .
[4] سورة الشعراء : آية 137 ، وبها قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وأبو جعفر والكسائي . انظر : الإتحاف ص 333 .

نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 297
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست