responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 185


مجبرا في صورة مخيّر ، فإمّا راض بصنعته لا يريد عنها حولا ، وإمّا كاره لها يكابدها مع كراهيته لها ، كأنه لا يجد عنها بدلا ولذلك قال تعالى : * ( فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ) * [ المؤمنون / 53 ] ، وقال عزّ وجل : * ( نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ) * [ الزخرف / 32 ] ، وعلى هذا الحدّ وصف بالقاهر ، وهو لا يقهر إلا على ما تقتضي الحكمة أن يقهر عليه ، وقد روي عن أمير المؤمنين رضي اللَّه عنه : ( يا بارئ المسموكات وجبّار القلوب على فطرتها شقيّها وسعيدها ) .
وقول ابن قتيبة [1] : هو من : جبرت العظم ، فإنه جبر القلوب على فطرتها من المعرفة ، فذكر لبعض ما دخل في عموم ما تقدّم . وجَبَرُوت : فعلوت من التجبر ، واسْتَجْبَرْتُ حاله : تعاهدت أن أجبرها ، وأصابته مصيبة لا يَجْتَبِرُهَا أي : لا يتحرّى لجبرها من عظمها ، واشتق من لفظ جبر العظم الجَبِيرَة :
للخرقة التي تشد على المَجْبُور ، والجِبَارة للخشبة التي تشدّ عليه ، وجمعها جَبَائِر ، وسمّي الدّملوج [2] جبارة تشبيها بها في الهيئة ، والجبار :
لما يسقط من الأرش .
< / كلمة = جبر > < كلمة = جبل > جبل الجَبَل جمعه : أَجْبَال وجِبَال ، وقال عزّ وجل :
* ( أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهاداً والْجِبالَ أَوْتاداً ) * [ النبأ / 6 - 7 ] ، وقال تعالى : * ( والْجِبالَ أَرْساها ) * [ النازعات / 32 ] ، وقال تعالى :
* ( ويُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ ) * [ النور / 43 ] ، وقال تعالى : * ( ومِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها ) * [ فاطر / 27 ] ، * ( ويَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ فَقُلْ : يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً ) * [ طه / 105 ] ، * ( وتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً فارِهِينَ ) * [ الشعراء / 149 ] ، واعتبر معانيه ، فاستعير منه واشتق منه بحسبه ، فقيل : فلان جبل لا يتزحزح تصورا لمعنى الثبات فيه .
وجَبَلَه اللَّه على كذا ، إشارة إلى ما رّكب فيه من الطبع الذي يأبى على الناقل نقله ، وفلان ذو جِبِلَّة ، أي : غليظ الجسم ، وثوب جيد الجبلة ، وتصور منه معنى العظم ، فقيل للجماعة العظيمة : جِبْلٌ . قال اللَّه تعالى : * ( ولَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ ) * كَثِيراً [ يس / 62 ] ، أي : جماعة تشبيها بالجبل في العظم وقرئ : * ( جِبِلاًّ ) * [3] مثقّلا .
قال التوزي [4] : جُبْلًا [5] وجَبْلًا وجُبُلاًّ [6] وجِبِلاًّ .



[1] غريب الحديث 2 / 145 .
[2] هو الحجر الأملس .
[3] وهي قراءة ابن كثير وحمزة والكسائي ورويس وخلف ، بضمتين وتخفيف اللام .
[4] اسمه عبد اللَّه بن محمد ، توفي 230 ه . راجع أخباره في إنباه الرواة 2 / 126 .
[5] وبها قرأ أبو عمرو وابن عامر .
[6] وبها قرأ روح عن يعقوب .

نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 185
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست