responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 184


صفة الإنسان يقال لمن يجبر نقيصته بادّعاء منزلة من التعالي لا يستحقها ، وهذا لا يقال إلا على طريق الذم ، كقوله عزّ وجل : * ( وخابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ) * [ إبراهيم / 15 ] ، وقوله تعالى :
* ( ولَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا ) * [ مريم / 32 ] ، وقوله عزّ وجل : * ( إِنَّ فِيها قَوْماً جَبَّارِينَ ) * [ المائدة / 22 ] ، وقوله عزّ وجل :
* ( كَذلِكَ يَطْبَعُ الله عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ) * [ غافر / 35 ] ، أي : متعال عن قبول الحق والإيمان له . يقال للقاهر غيره : جَبَّار ، نحو :
* ( وما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ ) * [ ق / 45 ] ، ولتصور القهر بالعلو على الأقران قيل : نخلة جبّارة وناقة جبّار [1] . وما روي في الخبر : « ضرس الكافر في النار مثل أحد ، وكثافة جلده أربعون ذراعا بذراع الجبّار » [2] فقد قال ابن قتيبة : هو الذراع المنسوب إلى الملك الذي يقال له : ذراع الشاة [3] . فأمّا في وصفه تعالى نحو : * ( الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ ) * الْمُتَكَبِّرُ [ الحشر / 23 ] ، فقد قيل : سمي بذلك من قولهم : جَبَرْتُ الفقير ، لأنّه هو الذي يجبر الناس بفائض نعمه ، وقيل : لأنه يجبر الناس ، أي : يقهرهم على ما يريده [4] .
ودفع بعض أهل اللغة [5] ذلك من حيث اللفظ ، فقال : لا يقال من : « أفعلت » فعّال ، فجبّار لا يبنى من : أجبرت ، فأجيب عنه بأنّ ذلك من لفظ الجبر المروي في قوله : « لا جَبْرَ ولا تفويض » لا من لفظ الإجبار [6] ، وأنكر جماعة من المعتزلة ذلك من حيث المعنى فقالوا : يتعالى اللَّه عن ذلك ، وليس ذلك بمنكر فإنّ اللَّه تعالى قد أجبر الناس على أشياء لا انفكاك لهم منها حسبما تقتضيه الحكمة الإلهية ، لا على ما تتوهمه الغواة والجهلة ، وذلك كإكراههم على المرض والموت والبعث ، وسخّر كلا منهم لصناعة يتعاطاها ، وطريقة من الأخلاق والأعمال يتحرّاها ، وجعله



[1] غريب الحديث لابن قتيبة 1 / 615 .
[2] قوله عليه السلام : « ضرس الكافر في النار مثل أحد » هذا الشطر صحيح متفق على صحته . وأخرجه البخاري في صحيحه . انظر : فتح الباري 11 / 415 ، وأخرجه أحمد 2 / 328 ، وابن حبان ( انظر : الإحسان 9 / 284 ) ، ومسلم ( 2851 ) ، وعارضة الأحوذي 10 / 47 . وقوله : « وكثافة جلده » قال ابن حجر : وأخرجه البزار عن أبي هريرة بسند صحيح بلفظ : « غلظ جلد الكافر وكثافة جلده اثنان وأربعون ذراعا بذراع الجبّار » وأخرجه البيهقي ، وعند ابن المبارك في الزهد بسند صحيح : « وكثافة جلده سبعون ذراعا » . انظر : فتح الباري 11 / 423 ، والزهد لابن المبارك ص 87 ، وشرح السنة 15 / 250 .
[3] قال ابن حجر : وجزم ابن حبان لما أخرجه في صحيحه بأنّ الجبار ملك كان باليمن . انظر : فتح الباري 15 / 423 .
[4] انظر : الأسماء والصفات للبيهقي ص 48 .
[5] وهو ابن قتيبة في غريب الحديث 2 / 145 .
[6] قال ابن الأثير : يكون من اللغة الأخرى ، يقال : جبرت وأجبرت بمعنى قهرت . وانظر : النهاية 1 / 236 ، ومعاني الفراء 3 / 81 ، والغريبين 1 / 312 .

نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 184
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست