responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 114


فاستعير لكلّ مضيّع لماله ، فتبذير البذر : تضييع في الظاهر لمن لم يعرف مآل ما يلقيه . قال اللَّه تعالى : * ( إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ ) * كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ [ الإسراء / 27 ] ، وقال تعالى : * ( ولا تُبَذِّرْ ) * تَبْذِيراً [ الإسراء / 26 ] .
< / كلمة = بذر > < كلمة = برَّ > برَّ البَرُّ خلاف البحر ، وتصوّر منه التوسع فاشتق منه البِرُّ ، أي : التوسع في فعل الخير ، وينسب ذلك إلى اللَّه تعالى تارة نحو : * ( إِنَّه هُوَ الْبَرُّ ) * الرَّحِيمُ [ الطور / 28 ] ، وإلى العبد تارة ، فيقال : بَرَّ العبد ربه ، أي : توسّع في طاعته ، فمن اللَّه تعالى الثواب ، ومن العبد الطاعة . وذلك ضربان :
ضرب في الاعتقاد .
وضرب في الأعمال ، وقد اشتمل عليه قوله تعالى : * ( لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ ) * [ البقرة / 177 ] وعلى هذا ما روي « أنه سئل عليه الصلاة والسلام عن البرّ ، فتلا هذه الآية » [1] .
فإنّ الآية متضمنة للاعتقاد والأعمال الفرائض والنوافل . وبِرُّ الوالدين : التوسع في الإحسان إليهما ، وضده العقوق ، قال تعالى : * ( لا يَنْهاكُمُ الله عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ ولَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ ) * [ الممتحنة / 8 ] ، ويستعمل البِرُّ في الصدق لكونه بعض الخير المتوسع فيه ، يقال : بَرَّ في قوله ، وبرّ في يمينه ، وقول الشاعر :
43 - أكون مكان البرّ منه [2] قيل : أراد به الفؤاد ، وليس كذلك ، بل أراد ما تقدّم ، أي : يحبّني محبة البر .
ويقال : بَرَّ أباه فهو بَارٌّ وبَرٌّ مثل : صائف وصيف ، وطائف وطيف ، وعلى ذلك قوله تعالى : * ( وبَرًّا بِوالِدَتِي ) * [ مريم / 32 ] . وبَرَّ في يمنيه فهو بَارٌّ ، وأَبْرَرْتُه ، وبَرَّتْ يميني ، وحجّ مَبْرُور أي : مقبول ، وجمع البارّ : أَبْرَار وبَرَرَة ، قال تعالى : * ( إِنَّ الأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ ) * [ الانفطار / 13 ] ، وقال : * ( كَلَّا إِنَّ كِتابَ الأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ ) * [ المطففين / 18 ] ، وقال في صفة الملائكة : * ( كِرامٍ بَرَرَةٍ ) * [ عبس / 16 ] .



[1] الحديث أخرجه ابن أبي حاتم وصححه عن أبي ذر أنه سأل رسول اللَّه عن الإيمان فتلا * ( لَيْسَ الْبِرَّ حتى فرغ منها ثم سأله أيضا فتلاها ، ثم سأله فتلاها ، وقال : « وإذا عملت حسنة أحبّها قلبك ، وإذا عملت سيئة أبغضها قلبك » انظر : الدر المنثور 1 / 410 ، والمستدرك 2 / 272 .
[2] الشطر لخداش بن زهير وهو بتمامه : أكون مكان البرّ منه ودونه وأجعل مالي دونه وأوامره وهو في تاج العروس ( برّ ) ، والمجمل 1 / 112 ، واللسان ( برر ) ، وليس في شعره ، وذكر جامع ديوانه بيتا له من نفس القافية والبحر ، وهو في شمس العلوم 1 / 123 .

نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 114
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست