responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجزة القرآن نویسنده : الشيخ متولي الشعراوي    جلد : 1  صفحه : 64


. . مقصود بها أولئك الموجودون في الدنيا . . مصداقا لقوله تعالى ( لتنذر من كان حيا ) . . والجزاء على الشئ ليس هو عين موضوعه . . لذلك فان الدين لا يقتصر على الغيبيات فقط . . فالغيبيات يصدقها من آمن بالله . . لأنها جاءت عن الله اما غير المؤمن فليس له الا واقع الحياة ولابد أن يبين لنا واقع الحياة أن هذا المنهج الذي جاء من عند الله . . لو اتبع كما يريده الله فسيختفي الشقاء من المجتمع . . ولذلك نجد القرآن يفسر ذلك تفسيرا دقيقا . . ( فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى . . ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ) . . هذا في الدنيا . . ثم قال تعالى : ( ونحشره يوم القيامة أعمى ) . . قول الله معيشة ضنكا . . يدل على أن تعاليم الله نزلت لتحمي الانسان من ضنك وشقاء المعيشة في الدنيا . .
والشقاء البشري ليس اقتصاديا فحسب . . لا يتعلق بالمال وحده . . وانما معنى ضنك المعيشة هو الضيق . .
في المعيشة . . وهذا له أسباب متعددة . . فقد يملك الانسان أموالا طائلة . . ومع ذلك يضيق بحياته . . ذلك أن جوانب النفس البشرية جوانب شتى . . قد يشبع المال جانبا منها . . وتبقى الجوانب الأخرى في ضيق وشقاء . .
ولذلك نجد أن انسانا يملك أموالا طائلة . . قد يرغمه ظرف من ظروفه أن ينتحر . . لماذا ؟ . . لقد ضربت مثلا لذلك بالسويد . . وهي أعلى دول العالم في نصيب الفرد من ترف الحياة . . ومع ذلك فان الاحصاءات تقول انها من أعلى دول العالم في الانتحار والأمراض العصبية والنفسية . . المسألة ليست مسألة مادية فقط . . وشقاء الحياة لا يجب أن يؤخذ على أنه فقط جانب المال . . بل هناك جوانب أخرى تسبب لصاحبها شقاء انسانيا أكثر من قلة المال . .

نام کتاب : معجزة القرآن نویسنده : الشيخ متولي الشعراوي    جلد : 1  صفحه : 64
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست