وقد صرح ناسخ نسخة القاهرة بأنه نقلها عن نسخة تونس فهي فرع ناقص لنسخة تونس المتفرعة عن ( R ) . * * * وبهذا الاشتراك في الفروق وفي البياض والأخطاء في الكلمات وفي كتابة الآيات ، وفيما أضيف من تفاسير الآيات إلى أواخر السور - قوى عندي أن نسخة مكة المكرمة تتصل بنسخة مراد منلا بوجه من الوجوه إما أنها فرع عنها حيث إنها أحدث عهدا ، وإما أنهما معا صدرا عن أصل واحد لم يصل إلينا . * * * وهنا نتساءل عن مصدر هذه الفروق بين النسخ التي بين أيدينا من « المجاز » وللجواب عن هذا عدة احتمالات فأبو عبيدة أملى كتابه مرات ، وتعدّد الإملاء من شأنه أن يدخل تعديلات مختلفة على النص بالزيادة أحيانا وبالنقص أخرى ، وهي في حالتيها تتصل بالناحية اللفظية ولا تمس المعنى أحيانا ، وتتجاوزها إلى التعديل في المعنى أحيانا أخرى هذه ناحية ، ثم رواة الكتاب الذين سمعوه من المؤلف تختلف مستوياتهم العلمية فيكتبون كلّ حسب علمه وحاجته من غير التزام للنص الذي يمليه المؤلف فيختلف ما يكتبون . ثم قصدهم من هذا الكتاب الذي يسمعونه مختلف فبعضهم يقصد إلى روايته فيحرص على النص ويحافظ عليه ، والبعض الآخر يقصد إلى فهم النص عن المؤلف فلا يلتزم ألفاظه ، ثم - على ممر الزمن - تصبح هذه النسخ التي قصد فيها إلى المعنى نصا يسند إلى هذا المؤلَّف ، وهي ناحية أخرى تنشأ عنها هذه الفروق فهذا وإليه عوامل أخرى - كله مما لعله أن يكون قد أثر في وجود هذا الخلاف المتباعد الأطراف بين نسخ « المجاز » . فهذه هي نسخ المجاز التي بين أيدينا الآن ، وليس الخلاف بينها بالأمر الجديد فقد كانت منذ القديم مختلفة ، وتدلنا النصوص المنقولة عنها أن الرواية التي كان يعتمد عليها القاسم بن سلام ، والطبري ، والجوهري ، كانت تشبه نسخة ( R ) ،