فيسمع منه وينقل حديثه إلى المنافقين فأنزل الله : * ( ومنهم الذين يؤذون النبي ) * الآية . قوله تعالى : * ( ولئن سألتهم ) * [ 65 ] الآيات . أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمر قال : قال رجل في غزوة تبوك في مجلس يوما : ما رأينا مثل قرآن هؤلاء ولا أرغب بطونا وأكذب ألسنة ولا أجبن عند اللقاء منهم فقال له رجل : كذبت ولكنك منافق لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن قال ابن عمر : فأنا رأيته متعلقا بحقب رسول الله صلى الله عليه وسلم والحجارة تنكيه وهو يقول : يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أبا الله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون . ثم أخرج من وجه آخر عن ابن عمر نحوه ، وسمى هذا الرجل عبد الله بن أبي وأخرج عن كعب بن مالك قال مخشي بن حمير : لوددت أني أقاضي على أن يضرب كل رجل منكم مائة مائة على أن ننجو من أن ينزل فينا قرآن فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فجاؤوا يعتذرون فأنزل الله : * ( لا تعتذروا ) * [ 66 ] الآية فكان الذي عفا الله عنه مخشي ابن حمير فتسمى عبد الرحمن وسأل الله ان يقتل شهيدا لا يعلم بمقتله فقتل يوم اليمامة لا يعلم فقتله ولا من قتله . وأخرج ابن جرير عن قتادة : أن ناسا من المنافقين قالوا في غزوة تبوك : يرجو هذا الرجل أن يفتح قصور الشام وحصونها هيهات فأطلع الله نبيه صلى الله عليه وسلم على ذلك فأتاهم فقال : قلتم كذا وكذا قالوا : انما كنا نخوض ونلعب فنزلت . قوله تعالى : * ( يحلفون بالله ما قالوا ) * [ 74 ] الآية . ( ك ) أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : كان الجلاس بن سويد بن الصامت ممن تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وقال : لئن كان هذا الرجل صادقا لنحن شر من الحمير فرفع عمير بن سعيد ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فحلف والله ما قلت فأنزل الله : * ( يحلفون بالله ما قالوا ) * [ 74 ] الآية فزعموا أنه تاب وحسنت