responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 65


ذكر ضمير المعروضين تغليبا للعقلاء على غيرهم . وقرأ ابن مسعود " عرضهن " وقرأ أبي " عرضها " وإنما رجع ضمير عرضهم إلى مسميات مع عدم تقدم ذكرها ، لأنه قد تقدم ما يدل عليها وهو أسماؤها . قال ابن عطية :
والذي يظهر أن الله علم آدم الأسماء وعرض عليه مع ذلك الأجناس أشخاصا ، ثم عرض تلك على الملائكة وسألهم عن أسماء مسمياتها التي قد تعلمها آدم ، فقال لهم آدم : هذا اسمه كذا وهذا اسمه كذا . قال الماوردي : فكان الأصح توجه العرض إلى المسمين . ثم في زمن عرضهم قولان : أحدهما أنه عرضهم بعد أن خلقهم . الثاني أنه صورهم لقلوب الملائكة ثم عرضهم . وأما أمره سبحانه للملائكة بقوله ( أنبؤني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين ) فهذا منه تعالى لقصد التبكيت لهم مع علمه بأنهم يعجزون عن ذلك . والمراد ( إن كنتم صادقين ) أن بني آدم يفسدون في الأرض فأنبؤني ، كذا قال المبرد ، . وقال أبو عبيد وابن جرير : إن بعض المفسرين قال : معنى ( إن كنتم صادقين ) إذ كنتم ، قالا : وهذا خطأ . ومعنى ( أنبؤني ) أخبروني . فلما قال لهم ذلك اعترفوا بالعجز والقصور ( فقالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا ) وسبحان : منصوب على المصدرية عند الخليل وسيبويه وقال الكسائي :
هو منصوب على أنه منادى مضاف وهذا ضعيف جدا . والعليم : للمبالغة والدلالة على كثرة المعلومات . والحكيم صيغة مبالغة في إثبات الحكمة له . ثم أمر الله سبحانه آدم أن يعلمهم بأسمائهم بعد أن عرضهم على الملائكة فعجزوا واعترفوا بالقصور ، ولهذا قال سبحانه ( ألم أقل لكم ) الآية . قال فيما تقدم - أعلم مالا تعلمون - ثم قال هنا ( أعلم غيب السماوات والأرض ) تدرجا من المجمل إلى ما هو مبين بعض بيان ، ومبسوط بعض بسط . وفي اختصاصه بعلم غيب السماوات والأرض رد لما يتكلفه كثير من العباد من الاطلاع على شئ من علم الغيب كالمنجمين والكهان وأهل الرمل والسحر والشعوذة . والمراد بما يبدون وما يكتمون : ما يظهرون ويسرون كما يفيده معنى ذلك عند العرب ، ومن فسره بشئ خاص فلا يقبل منه ذلك إلا بدليل . وقد أخرج الفريابي وابن سعد وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس قال : إنما سمي آدم لأنه خلق من أديم الأرض . وأخرج نحوه عبد بن حميد وابن جرير عن سعيد بن جبير . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ( وعلم آدم الأسماء كلها ) قال : علمه اسم الصحفة والقدر وكل شئ . وأخرج ابن جرير عنه نحوه . وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عنه في تفسير الآية قال : عرض عليه أسماء ولده إنسانا إنسانا والدواب ، فقيل هذا الجمل هذا الحمل هذا الفرس . وأخرج الحاكم في تاريخه وابن عساكر والديلمي عن عطية بن بشر مرفوعا في قوله ( واعلم آدم الأسماء كلها ) قال : علم الله آدم في تلك الأسماء ألف حرفة من الحرف وقال له : قل لأولادك ولذريتك إن لم تصبروا عن الدنيا فاطلبوها بهذه الحرف ولا تطلبوها بالدين ، فإن الدين لي وحدي خالصا ، ويل لمن طلب الدنيا بالدين ويل له . وأخرج الديلمي عن أبي رافع قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " مثلت لي أمتي في الماء والطين وعلمت الأسماء كلها كما علم آدم الأسماء كلها " وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في تفسير الآية قال : أسماء ذريته أجمعين ( ثم عرضهم ) قال : أخذهم من ظهره . وأخرج عن الربيع بن أنس قال : أسماء الملائكة . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في الآية قال : هي هذه الأسماء التي يتعارف بها الناس ( ثم عرضهم ) يعني عرض أسماء جميع الأشياء التي علمها آدم من أصناف الخلق . ( فقال أنبؤني ) يقول أخبروني ( بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين ) إن كنتم تعلمون أني لم أجعل في الأرض خليفة ( قالوا سبحانك ) تنزيها لله من أن يكون يعلم الغيب أحد غيره تبنا إليك ( لا علم لنا ) تبرءوا منهم من علم الغيب ( لا ما علمتنا ) كما علمت آدم . وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال :
عرض أصحاب الأسماء على الملائكة . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله ( إنك أنت العليم الحكيم ) قال :

نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 65
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست