responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 530


والخطاب لكل من يصلح له أو للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ( إلا الذين تابوا ) استثناء من المنافقين : أي إلا الذين تابوا عن النفاق ( وأصلحوا ) ما أفسدوا من أحوالهم ( وأخلصوا دينهم لله ) أي جعلوه خالصا له غير مشوب بطاعة غيره . والاعتصام بالله : التمسك به والوثوق بوعده ، والإشارة بقوله ( أولئك ) إلى الذين تابوا واتصفوا بالصفات السابقة . قوله ( مع المؤمنين ) قال الفراء : أي من المؤمنين يعني الذين لم يصدر منهم نفاق أصلا . قال القتيبي : حاد عن كلامهم غضبا عليهم فقال ( فأولئك مع المؤمنين ) ولم يقل هم المؤمنون انتهى . والظاهر أن معنى مع معتبر هنا : أي فأولئك مصاحبون للمؤمنين في أحكام الدنيا والآخرة . ثم بين ما أعد الله للمؤمنين الذين هؤلاء معهم فقال ( وسوف يؤت الله المؤمنين أجرا عظيما ) وحذفت الياء من يؤت في الخط كما حذفت في اللفظ لسكونها وسكون اللام بعدها ، ومثله - يوم يدع الداع - وسندع الزبانية - ويوم يناد المناد - ونحوها فإن الحذف في الجميع لالتقاء الساكنين . قوله ( ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم ) هذه الجملة متضمنة لبيان أنه لا غرض له سبحانه في التعذيب إلا مجرد المجازاة للعصاة . والمعنى : أي منفعة له في عذابكم إن شكرتم وآمنتم ، فإن ذلك لا يزيد في ملكه كما أن ترك عذابكم لا ينقص من سلطانه ( وكان الله شاكرا عليما ) أي يشكر عباده على طاعته فيثيبهم عليها ويتقبلها منهم . والشكر في اللغة : الظهور ، يقال دابة شكور : إذا ظهر من سمنها فوق ما تعطي من العلف .
وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر عن الحسن في قوله ( إن المنافقين يخادعون الله ) الآية ، قال : يلقى على مؤمن ومنافق نور يمشون به يوم القيامة حتى إذا انتهوا إلى الصراط طفئ نور المنافقين ومضى المؤمنين بنورهم فتلك خديعة الله إياهم . وأخرج ابن جرير عن السدى نحوه . وأخرج ابن المنذر عن مجاهد وسعيد بن جبير نحوه أيضا ، ولا أدري من أين جاء لهم هذا التفسير ، فإن مثله لا ينقل إلا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم . وأخرج ابن جرير عن ابن جريج في الآية قال : نزلت في عبد الله بن أبي وأبي عامر بن النعمان . وقد ورد في الأحاديث الصحيحة وصف صلاة المنافق ، وأنه يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني شيطان قام فنقرها أربعا لا يذكر الله فيها إلا قليلا . وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله ( مذبذبين بين ذلك ) قال : هم المنافقون ( لا إلى هؤلاء ) يقول : لا إلى أصحاب محمد ( ولا إلى هؤلاء ) اليهود ، وثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم " إن مثل المنافق مثل الشاة الغائرة بين الغنمين تغير إلى هذه مرة وإلى هذه مرة فلا تدري أيهما تتبع ؟ " . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله ( أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا ) قال : إن لله السلطان على خلقه ولكنه يقول عذرا مبينا . وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور والفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال " كل سلطان في القرآن فهو حجة " والله سبحانه أعلم .
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني عن ابن مسعود في قوله ( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ) قال : في توابيت من حديد مقفلة عليهم ، وفي لفظ مبهمة عليهم : أي مغلقة لا يهتدي لمكان فتحها . وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن أبي هريرة نحوه . وأخرج ابن أبي الدنيا عن ابن مسعود نحوه أيضا . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله ( ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم ) الآية ، قال : إن الله لا يعذب شاكرا ولا مؤمنا .

نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 530
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست