responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 476


لمن اقتضته مشيئة تفضلا منه رحمة وإن لم يقع من ذلك المذنب توبة ، وقيد ذلك المعتزلة بالتوبة . وقد تقدم قوله تعالى - إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم - وهي تدل على أن الله سبحانه يغفر سيئات من اجتنب الكبائر فيكون مجتنب الكبائر ممن قد شاء الله غفران سيئاته .
وقد أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال : كان رفاعة بن زيد بن التابوت من عظماء اليهود ، وإذا كلم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لوى لسانه وقال :
أرعنا سمعك يا محمد حتى نفهمك ، ثم طعن في الإسلام وعابه ، فأنزل الله فيه ( ألم تر الذين أوتوا نصيبا من الكتاب ) الآية . وأخرج ابن أبي حاتم عنه في قوله ( يحرفون الكلم عن مواضعه ) يعني : يحرفون حدود الله في التوراة وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله ( يحرفون الكلم عن مواضعه ) قال : تبديل اليهود التوراة ( ويقولون سمعنا وعصينا ) قالوا : سمعنا ما تقول ولا نطيعك ( واسمع غير مسمع ) قال : غير مقبول ما تقول ( ليا بألسنتهم ) قال : خلافا يلوون به ألسنتهم ( واسمع وانظرنا ) قال : أفهمنا لا تعجل علينا . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني عن ابن عباس في قوله ( واسمع غير مسمع ) قال : يقولون اسمع لا سمعت . وأخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال : كلم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رؤساء من أحبار اليهود : منهم عبد الله بن صوريا وكعب بن أسد ، فقال لهم : يا معشر اليهود اتقوا الله وأسلموا ، فوالله إنكم لتعلمون أن الذي جئتكم به لحق . فقالوا : ما نعرف ذلك يا محمد ، وأنزل الله فيهم ( يا أيها الذين أوتوا الكتاب ) الآية . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله ( من قبل أن نطمس وجوها ) قال : طمسها أن تعمى ( فنردها على أدبارها ) يقول : نجعل وجوههم من قبل أقفيتهم فيمشون القهقرى ، ونجعل لأحدهم عينين في قفاه . وأخرج عبد بن حميد وابن أبي جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ( من قبل أن نطمس وجوها ) يقول : عن صراط الحق ( فنردها على أدبارها ) قال : في الضلالة وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن نحوه . وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني عن أبي أيوب الأنصاري قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : إن لي ابن أخ لا ينتهي عن الحرام ، قال :
وما دينه ؟ قال : يصلي ويوحد الله ، قال : استوهب منه دينه فإن أبى فابتعه منه ، فطلب الرجل منه ذلك فأبى عليه ، فأتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأخبره ، فقال : وجدته شحيحا على دينه ، فنزلت ( إن الله لا يغفر ان يشرك به ) الآية . وأخرج ابن الضريس وأبو يعلى وابن المنذر وابن عدي بسند صحيح عن ابن عمر قال : كنا نمسك عن الاستغفار لأهل الكبائر حتى سمعنا من نبينا صلى الله عليه وآله وسلم " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ، وقال : إني ادخرت دعوتي وشفاعتي لأهل الكبائر من أمتي فأمسكنا عن كثير مما كان في أنفسنا " وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عمر قال : لما نزلت - يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم - الآية قام رجل فقال : والشرك يا نبي الله ؟ فكره ذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ) الآية .
وأخرج ابن المنذر عن أبي مجلز أن سؤال هذا الرجل هو سبب نزول ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ) . وأخرج أبو داود في ناسخه وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال في هذه الآية : إن الله حرم المغفرة على من مات وهو كافر ، وأرجأ أهل التوحيد إلى مشيئته فلم يؤيسهم من المغفرة . وأخرج الترمذي وحسنه عن علي قال : أحب آية إلي في القرآن ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ) الآية .

نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 476
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست