responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 464


أبي حاتم والبيهقي في سننه عن عبيدة السلماني في هذه الآية قال : جاء رجل وامرأة إلى علي ومعهما فئام من الناس فأمرهم علي فبعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها ، ثم قال للحكمين : تدريان ما عليكما ؟ عليكما إن رأيتما أن تجمعا أن تجمعا ، وإن رأيتما أن تفرقا أن تفرقا ، قالت المرأة : رضيت بكتاب الله بما علي فيه ولي ، وقال الرجل : أما الفرقة فلا ، فقال : كذبت والله حتى تقر مثل الذي أقرت به . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس قال : بعثت أنا ومعاوية حكمين فقيل لنا : إن رأيتما أن تجمعا جمعتما ، وإن رأيتما أن تفرقا فرقتما ، والذي بعثهما عثمان . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عن الحسن قال : إنما يبعث الحكمان ليصلحا ويشهدا على الظالم بظلمه ، فأما الفرقة فليست بأيديهما . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة نحوه . وأخرج البيهقي عن علي قال : إذا حكم أحد الحكمين ولم يحكم الآخر فليس حكمه بشئ حتى يجتمعا .
قد تقدم بيان معنى العبادة . وشيئا إما مفعول به : أي لا تشركوا به شيئا من الأشياء من غير فرق بين حي وميت وجماد وحيوان ، وإما مصدر : أي لا تشركوا به شيئا من الإشراك من غير فرق بين الشرك الأكبر والأصغر والواضح والخفي . وقوله ( إحسانا ) مصدر لفعل محذوف : أي أحسنوا بالوالدين إحسانا . وقرأ ابن أبي عبلة بالرفع ، وقد دل ذكر الإحسان إلى الوالدين بعد الأمر بعبادة الله والنهي عن الإشراك به علي عظم حقهما . ومثله " أن اشكر لي ولوالديك " فأمر سبحانه بأن يشكرا معه . قوله ( وبذي القربى ) أي صاحب القرابة ، وهو من يصح إطلاق اسم القربى عليه وإن كان بعيدا . ( واليتامى والمساكين ) قد تقدم تفسيرهم ، والمعنى وأحسنوا بذي القربى إلى آخر ما هو :
مذكور في هذه الآية ( والجار ذي القربى ) أي القريب جواره ، وقيل هو من له مع الجوار في الدار قرب في النسب ( والجار الجنب ) المجانب وهو مقابل للجار ذي القربى ، والمراد من يصدق عليه مسمى الجوار مع كون داره بعيدة ، وفي ذلك دليل على تعميم الجيران بالإحسان إليهم سواء كانت الديار متقاربة أو متباعدة ، وعلى أن الجوار حرمة مرعية مأمور بها . وفيه رد من على يظن أن الجار مختص بالملاصق دون من بينه وبينه حائل ، أو مختص بالقريب دون البعيد ، وقيل إن المراد بالجار الجنب هنا هو الغريب ، وقيل هو الأجنبي الذي لا قرابة بينه وبين المجاور له .
وقرأ الأعمش والمفضل ( والجار الجنب ) بفتح الجيم وسكون النون : أي ذي الجنب . وهو الناحية ، وأنشد الأخفش :
* الناس جنب والأمير جنب * وقيل المراد بالجار ذي القربى : المسلم ، وبالجار الجنب : اليهودي والنصراني .
وقد اختلف أهل العلم في المقدار الذي يصدق عليه مسمى الجوار ويثبت لصاحبه الحق . فروى عن الأوزاعي والحسن أنه إلى حد أربعين دارا من كل ناحية ، وروى عن الزهري نحوه ، وقيل من سمع إقامة الصلاة ، وقيل إذا جمعتهما محلة ، وقيل من سمع النداء . والأولى أن يرجع في معنى الجار إلى الشرع ، فإن وجد فيه ما يقتضي بيانه وأنه يكون جارا إلى حد كذا من الدور ، أو من مسافة الأرض ، كان العمل عليه متعينا وإن لم يوجد رجع إلى معناه لغة أو عرفا . ولم يأت في الشرع ما يفيد أن الجار هو الذي بينه وبين جاره مقدار كذا ، ولا ورد في لغة العرب أيضا

نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 464
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست