responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 421


الكسائي : أي فواحدة تقنع ، وقيل التقدير : فواحدة فيها كفاية ، ويجوز أن تكون واحدة على قراءة الرفع خبر مبتدأ محذوف : أي فالمقنع واحدة . قوله ( أو ما ملكت أيمانكم ) معطوف على واحدة : أي فانكحوا واحدة أو أنكحوا ما ملكت أيمانكم من السراري وإن كثر عددهن كما يفيده الموصول . والمراد نكاحهن بطريق الملك لا بطريق النكاح ، وفيه دليل على أنه لا حق للمملوكات في القسم كما يدل على ذلك جعله قسيما للواحدة في الأمن من عدم العدل ، وإسناد الملك إلى اليمين ، لكونها المباشرة لقبض الأموال وإقباضها ولسائر الأمور التي تنسب إلى الشخص في الغالب ، ومنه :
إذا ما راية نصبت لمجد * تلقاها عرابة باليمين قوله ( ذلك أدنى ألا تعولوا ) أي ذلك أقرب إلى ألا تعولوا : أي تجوروا ، من عال الرجل يعول : إذا مال وجار ، ومنه قولهم عال السهم عن الهدف : مال عنه ، وعال الميزان إذا مال ، ومنه :
قالوا اتبعنا رسول الله واطرحوا * قول الرسول وعالوا في الموازين ومنه قول أبي طالب :
بميزان صدق لا يغل شعيرة * له شاهد من نفسه غير عائل ومنه أيضا : فنحن ثلاثة وثلاث ذود * لقد عال الزمان على عيال والمعنى : إن خفتم عدم العدل بين الزوجات ، فهذه التي أمرتم بها أقرب إلى عدم الجور ، ويقال عال الرجل يعيل : إذا افتقر وصار عالة ، ومنه قوله تعالى - وإن خفتم عيلة - ، ومنه قول الشاعر :
وما يدري الفقير متى غناه * وما يدري الغني متى يعيل وقال الشافعي ( ألا تعولوا ) ألا تكثر عيالكم . قال الثعلبي : وما قال هذا غيره ، وإنما يقال أعال يعيل : إذا كثر عياله . وذكر ابن العربي أن عال تأتي لسبعة معان : الأول عال مال . الثاني زاد الثالث جار . الرابع افتقر الخامس أثقل . السادس قام بمؤونة العيال ، ومنه قوله صلى الله عليه وآله وسلم " وابدأ بمن تعول " . السابع عال غلب ، ومنه عيل صبري ، قال ويقال أعال الرجل : كثر عياله . وأما عال بمعنى كثر عياله فلا يصح ، ويجاب عن إنكار الثعلبي لما قاله الشافعي ، وكذلك إنكار ابن العربي لذلك ، بأنه قد سبق الشافعي إلى القول به زيد بن أسلم وجابر بن زيد وهما إمامان من أئمة المسلمين لا يفسران القرآن هما والإمام الشافعي بما لا وجه له في العربية . وقد أخرج ذلك عنهما الدارقطني في سننه . وقد حكاه القرطبي عن الكسائي وأبي عمر الدوري وابن الأعرابي ، وقال أبو حاتم : كان الشافعي أعلم بلغة العرب منا ولعله لغة . وقال الثعلبي : قال أستاذنا أبو القاسم بن حبيب : سألت أبا عمر الدوري عن هذا وكان إماما في اللغة غير مدافع ، فقال : هي لغة حمير ، وأنشد :
وإن الموت يأخذ كل حي * بلا شك وإن أمشي وعالا أي وإن كثرت ماشيته وعياله . وقرأ طلحة بن مصرف ( أن لا تعيلوا ) قال ابن عطية : وقدح الزجاج في تأويل عال من العيال بأن الله سبحانه قد أباح كثرة السراري ، وفي ذلك تكثير العيال ، فكيف يكون أقرب إلى أن لا يكثروا ، وهذا القدح غير صحيح ، لأن السراري إنما هي مال يتصرف فيه بالبيع ، وإنما العيال الحرائر ذوات الحقوق الواجبة . وقد حكى ابن الأعرابي أن العرب تقول : عال الرجل إذا كثر عياله ، وكفى بهذا .
وقد ورد عال لمعان غير السبعة التي ذكرها ابن العربي ، منها عال : اشتد وتفاقم ، حكاه الجوهري ، وعال الرجل في الأرض : إذا ضرب فيها ، حكاه الهروي ، وعال : إذا أعجز ، حكاه الأحمر ، فهذه ثلاثة معان غير

نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 421
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست