responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 408


قوله ( ذائقة ) من الذوق ، ومنه قول أمية بن أبي الصلت :
من لم يمت غبطة يمت هرما * الموت كأس والمرء ذائقها وهذه الآية تتضمن الوعد والوعيد للمصدق والمكذب بعد إخباره عن الباخلين القائلين ( إن الله فقير ونحن أغنياء ) . وقرأ الأعمش ويحيى بن وثاب وابن أبي إسحاق ( ذائقة الموت ) بالتنوين ونصب الموت . وقرأ الجمهور بالإضافة . قوله ( وإنما توفون أجوركم يوم القيامة ) أجر المؤمن : الثواب ، وأجر الكافر : العقاب : أي أن توفية الأجور وتكميلها إنما تكون في ذلك اليوم ، وما يقع من الأجور في الدنيا أو في البرزخ فإنما هو بعض الأجور والزحزحة : التنحية ، والإبعاد : تكرير الزح وهو الجذب بعجلة ، قاله في الكشاف وقد سبق الكلام عليه :
أي فمن بعد عن النار يومئذ ونحى فقد فاز : أي ظفر بما يريد ونجا مما يخاف ، وهذا هو الفوز الحقيقي الذي لا فوز يقاربه ، فإن كل فوز وإن كان بجميع المطالب دون الجنة ليس بشئ بالنسبة إليها اللهم لا فوز إلا فوز الآخرة ، ولا عيش إلا عيشها ، ولا نعيم إلا نعيمها ، فاغفر ذنوبنا ، واستر عيوبنا وارض عنا رضا لا سخط بعده ، واجمع لنا بين الرضا منك علينا والجنة . والمتاع : ما يتمتع به الإنسان وينتفع به ثم يزول ولا يبقى كذا قال أكثر المفسرين الغرور : الشيطان يغر الناس بالأماني الباطلة والمواعيد الكاذبة ، شبه سبحانه الدنيا بالمتاع الذي يدلس به على من يريده ، وله ظاهر محبوب وباطن مكروه . قوله ( لتبلون في أموالكم وأنفسكم ) هذا الخطاب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وأمته تسلية لهم عما سيلقونه من الكفرة والفسقة ليوطنوا أنفسهم على الثبات والصبر على المكاره والابتلاء الامتحان والاختبار ، والمعنى : لتمتحنن حديث ولتختبرن في أموالكم بالمصائب ، والانفاقات الواجبة وسائر التكاليف الشرعية المتعلقة بالأموال . والابتلاء في الأنفس بالموت والأمراض ، وفقد الأحباب والقتل في سبيل الله . وهذه الجملة جواب قسم محذوف دلت عليه اللام الموطئة ( ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ) وهم اليهود والنصارى ( ومن الذين أشركوا ) وهم سائر الطوائف الكفرية من غير أهل الكتاب ( أذى كثيرا ) من الطعن في دينكم وأعراضكم ، والإشارة بقوله ( فإن ذلك ) إلى الصبر والتقوى المدلول عليهما بالفعلين . وعزم الأمور :
معزوماتها ، أي مما يجب عليكم أن تعزموا عليه لكونه عزمة من عزمات الله التي أوجب عليهم القيام بها ، يقال عزم الأمر : أي شده وأصلحه . قوله ( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب ) هذه الآية توبيخ لأهل الكتاب وهم اليهود والنصارى ، أو اليهود فقط على الخلاف في ذلك - والظاهر أن المراد بأهل الكتاب كل من آتاه الله علم شئ من الكتاب : أي كتاب كان كما يفيده التعريف الجنسي في الكتاب . قال الحسن وقتادة : إن الآية عامة لكل عالم ، وكذا قال محمد بن كعب ، ويدل على ذلك قول أبي هريرة : لولا ما أخذ الله على أهل الكتاب ما حدثكم بشئ ، ثم تلا هذه الآية ، والضمير في قوله ( لتبيننه ) راجع إلى الكتاب ، وقيل راجع إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإن لم يتقدم له ذكر ، لأن الله أخذ على اليهود والنصارى أن يبينوا نبوته للناس ولا يكتموها ( فنبذوه وراء ظهورهم ) . وقرأ أبو عمرو وعاصم في رواية أبي بكر وأهل المدينة " ليبيننه " بالياء التحتية ، وقرأ الباقون بالمثناة الفوقية . وقرأ ابن عباس ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لتبيننه ) ويشكل على هذه القراءة قوله ( فنبذوه ) فلا بد من أن يكون فاعله الناس . وفي قراءة ابن مسعود " لتبينونه " والنبذ : الطرح وقد تقدم في البقرة . وقوله ( وراء ظهورهم ) مبالغة في النبذ والطرح ، وقد تقدم أيضا معنى قوله ( واشتروا به ثمنا قليلا ) والضمير عائد إلى الكتاب

نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 408
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست