responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 378


نصركم الله ببدر ) جملة مستأنفة سيقت لتصبيرهم بتذكير ما يترتب على الصبر من النصر . وبدر اسم لماء كان في موضع الوقعة ، وقيل هو اسم الموضع نفسه ، وسيأتي سياق قصة بدر في الأنفال إن شاء الله . وأذلة جمع قلة ، ومعناه : أنهم كانوا بسبب قلتهم أذلة ، وهو جمع ذليل استعير للقلة ، إذ لم يكونوا في أنفسهم أذلة ، بل كانوا أعزة . والنصر : العون . وقد شرح أهل التواريخ والسير غزوة بدر وأحد بأتم شرح فلا حاجة لنا في سياق ذلك ها هنا . قوله ( إذ تقول ) متعلق بقوله ( نصركم ) والهمزة في قوله ( ألن يكفيكم ) للإنكار منه صلى الله عليه وآله وسلم عليهم عدم اكتفائهم بذلك المدد من الملائكة ، ومعنى الكفاية سد الخلة والقيام بالأمر ، والإمداد في الأصل :
إعطاء الشئ حالا بعد حال ، والمجئ بلن لتأكيد النفي ، وأصل الفور : القصد إلى الشئ والأخذ فيه بجد ، وهو من قولهم فارت القدر تفور فورا وفورانا . إذا غلت ، والفور : الغليان ، وفار غضبه : إذا جاش وفعله من فوره أي قبل أن يسكن ، والفوارة ما يفور من القدر ، استعير للسرعة : أي إن يأتوكم من ساعتهم هذه يمددكم ربكم بالملائكة في حال إتيانهم لا يتأخر عن ذلك . قوله ( مسومين ) بفتح الواو اسم مفعول ، وهي قراءة ابن عامر وحمزة والكسائي ونافع : أي معلمين بعلامات . وقرأ أبو عمرو وابن كثير وعاصم ( مسؤمين ) بكسر الواو اسم فاعل :
أي معلمين أنفسهم بعلامة . ورجح ابن جرير هذه القراءة ، والتسويم إظهار سيما الشئ . قال كثير من المفسرين ( مسومين ) أي مرسلين خيلهم في الغارة ، وقيل إن الملائكة اعتمت بعمائم بيض ، وقيل حمر ، وقيل خضر ، وقيل صفر ، فهذه هي العلامة التي علموا بها أنفسهم حكى ذلك عن الزجاج ، وقيل كانوا على خيل بلق ، وقيل غير ذلك . قوله ( وما جعله الله إلا بشرى لكم ) كلام مبتدأ غير داخل في مقول القول ، والضمير في قوله ( جعله للإمداد المدلول عليه بالفعل ، أو للتسويم ، أو للإنزال ، ورجح الأول الزجاج وصاحب الكشاف . وقوله ( إلا بشرى ) استثناء مفرغ من أعم العام ، والبشرى اسم من البشارة : أي إلا لتبشروا بأنكم تنصرون ولتطمئن قلوبكم به : أي بالإمداد ، واللام لام كي ، جعل الله ذلك الإمداد بشرى بالنصر وطمأنينة للقلوب ، وفي قصر الإمداد عليهما إشارة إلى عدم مباشرة الملائكة للقتال يومئذ ( وما النصر إلا من عند الله ) لا من عند غيره ، فلا تنفع كثرة المقاتلة ووجود العدة . قوله ( ليقطع طرفا من الذين كفروا ) متعلق بقوله ( ولقد نصركم الله ببدر ) وقيل متعلق بقوله ( وما النصر إلا من عند الله ) وقيل متعلق بقوله ( يمددكم ) والطرف الطائفة ، والمعنى : نصركم الله ببدر ليقطع طائفة من الكفار ، وهم الذين قتلوا يوم بدر ، أو وما النصر إلا من عند الله ليقطع تلك الطائفة أو يمددكم ليقطع . ومعنى يكبتهم يحزنهم ، والمكبوت المحزون . وقال بعض أهل اللغة : معناه يكيدهم : أي يصيبهم بالحزن والغيظ في أكبادهم ، وهو غير صحيح ، فإن معنى كبت أحزن وأغاظ وأذل ، ومعنى كبد أصاب الكبد ( فينقلبوا خائبين ) أي غير ظافرين بمطلبهم . قوله ( ليس لك من الأمر شئ ) جملة اعتراضية بين المعطوف والمعطوف عليه :
أي أن الله مالك أمرهم يصنع بهم ما يشاء من الإهلاك أو الهزيمة أو التوبة إن أسلموا أو العذاب ، فقوله ( أو يتوب عليهم أو يعذبهم ) عطف على قوله أو يكبتهم ، وقال الفراء : إن أو بمعنى إلا أن ، بمعنى ليس لك من الأمر شئ إلا أن يتوب عليهم فتفرح فقال بذلك أو يعذبهم فتشفي بهم . قوله ( ولله ما في السماوات وما في الأرض ) كلام مستأنف لبيان سعة ملكه ( يغفر لمن يشاء ) أن يغفر له ( ويعذب من يشاء ) أن يعذبه يفعل في ملكه ما يشاء ويحكم ما يريد - لا يسئل عما يفعل وهم يسألون - وفي قوله ( والله غفور رحيم ) إشارة إلى أن رحمته سبقت غضبه ، وتبشير لعباده بأنه المتصف بالمغفرة والرحمة على وجه المبالغة ، وما أوقع هذا التذييل الجليل وأحبه إلى قلوب العارفين بأسرار التنزيل .
وقد أخرج ابن إسحاق والبيهقي في الدلائل عن ابن شهاب وعاصم بن عمر بن قتادة ومحمد بن يحيى بن حبان

نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 378
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست