responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 366


وسلم أهل الملل مشركي العرب والنصارى واليهود والمجوس والصابئين فقال : إن الله فرض عليكم الحج فحجوا البيت فلم يقبله إلا المسلمون ، وكفرت به خمس ملل ، قالوا : لا نؤمن به ولا نصلي إليه ولا نستقبله ، فأنزل الله ( ومن كفر فإن الله غني عن العالمين ) " . وأخرج عبد بن حميد والبيهقي في سننه عن مجاهد نحوه . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي داود نفيع قال : " قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( ولله على الناس حج البيت ) الآية فقام رجل من هذيل فقال : يا رسول الله من تركه كفر ؟ فقال : من تركه لا يخاف عقوبته ، ومن حج لا يرجو ثوابه فهو ذاك " . وأخرج ابن جرير عن عطاء بن أبي رباح في الآية قال : من كفر بالبيت . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله الله ( ومن كفر ) قال :
من كفر بالله واليوم الآخر . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد مثله من قوله . وأخرج ابن جرير عن ابن زيد أنه سئل عن ذلك ، فقرأ ( إن أول بيت وضع للناس ) إلى قوله ( سبيلا ) ثم قال : ( ومن كفر ) بهذه الآيات .
وأخرج ابن المنذر عن ابن مسعود في الآية قال ( ومن كفر ) فلم يؤمن به : فهو الكافر .
قوله ( قل يا أهل الكتاب ) خطاب لليهود والنصارى ، والاستفهام في قوله ( لم تكفرون ) للإنكار والتوبيخ .
وقوله ( والله شهيد على ما تعملون ) جملة حالية مؤكدة للتوبيخ والإنكار ، وهكذا المجئ بصيغة المبالغة في شهيد يفيد مزيد التشديد والتهويل ، والاستفهام في قوله ( لم تصدون ) يفيد ما أفاده الاستفهام الأول . وقرأ الحسن ( تصدون ) من أصد ، وهما لغتان : مثل صد اللحم وأصد : إذا تغير وأنتن ، وسبيل الله دينه الذي ارتضاه لعباده ، وهو دين الإسلام ، والعوج : الميل والزيغ ، يقال عوج بالكسر إذا كان في الدين والقول والعمل ، وبالفتح في الأجسام كالجدار ونحوه ، روى ذلك عن أبي عبيدة وغيره ، ومحل قوله ( يبغونها عوجا ) النصب على الحال . والمعنى :
تطلبون لها اعوجاجا وميلا عن القصد والاستقامة بإيهامكم على الناس بأنها كذلك تثقيفا لتحريفكم وتقويما لدعاويكم

نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 366
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست