responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 36


وإقامة الصلاة أداؤها بأركانها وسننها وهيئاتها في أوقاتها . والصلاة أصلها في اللغة : الدعاء من صلى يصلي إذا دعا . وقد ذكر هذا الجوهري وغيره . وقال قوم : هي مأخوذة من الصلا ، وهو عرق في وسط الظهر ويفترق عند العجب . ومنه أخذ المصلي في سبق الخيل ، لأنه يأتي في الحلبة ورأسه عند صلوي السابق ، فاشتقت منه الصلاة لأنها ثانية للإيمان فشبهت بالمصلى من الخيل . وإما لأن الراكع يثني صلويه ، والصلا مغرز الذنب من الفرس والاثنان صلوان ، والمصلى تالي السابق لأن رأسه عند صلوه . ذكر هذا القرطبي في تفسيره . وقد ذكر المعنى الثاني في الكشاف هذا المعنى اللغوي . وأما المعنى الشرعي فهو هذه الصلاة التي هي ذات الأركان والأذكار .
وقد اختلف أهل العلم هل هي مبقاة على أصلها اللغوي أو موضوعة وضعا شرعيا ابتدائيا . فقيل بالأول ، وإنما جاء الشرع بزيادات هي الشروط والفروض الثابتة فيها . وقال قوم بالثاني . والرزق عند الجمهور ما صلح للانتفاع به حلالا كان أو حراما خلافا للمعتزلة . فقالوا : إن الحرام ليس برزق ، وللبحث في هذه المسألة موضع غير هذا . والإنفاق : إخراج المال من اليد ، وفي المجئ بمن التبعيضية ههنا نكتة سرية هي الإرشاد إلى ترك الإسراف . وقد أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن إسحاق عن ابن عباس في قوله ( يقيمون الصلاة ) قال :
الصلوات الخمس ( ومما رزقناهم ينفقون ) قال : زكاة أموالهم . وأخرج عبد بن حميد عن قتادة أن إقامة الصلاة المحافظة على مواقيتها ووضوئها وركوعها وسجودها - ومما رزقناهم ينفقون - قال : أنفقوا في فرائض الله التي افترض عليهم في طاعته وسبيله . وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير نحوه . وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود في قوله - ومما رزقناهم ينفقون - قال : هي نفقة الرجل على أهله . وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال : كانت النفقات قربات يتقربون بها إلى الله عز وجل على قدر ميسورهم وجهدهم حتى نزلت فرائض الصدقات في سورة براءة هن الناسخات المبينات . واختار ابن جرير أن الآية عامة في الزكاة والنفقات ، وهو الحق من غير فرق بين النفقة على الأقارب وغيرهم وصدقة الفرض والنفل ، وعدم التصريح بنوع من الأنواع التي يصدق عليها مسمى الإنفاق يشعر أتم إشعار بالتعميم .
قيل هم مؤمنو أهل الكتاب ، فإنهم جمعوا بين الإيمان بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وآله وسلم وما أنزله على من قبله وفيهم نزلت . وقد رجح هذا ابن جرير ، ونقله السدي في تفسيره عن ابن عباس وابن مسعود وأناس من الصحابة ، واستشهد له ابن جرير بقوله تعالى - وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم - وبقوله تعالى - الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون . وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين . أولئك يؤتون أجرهم مرتين - الآية . والآية الأولى نزلت في مؤمني العرب . وقيل الآيتان جميعا في المؤمنين على العموم . وعلى هذا فهذه الجملة معطوفة على الجملة الأولى صفة للمتقين بعد صفة ، ويجوز أن تكون مرفوعة على الاستئناف ، ويجوز أن تكون معطوفة على المتقين فيكون التقدير : هدى للمتقين وللذين يؤمنون بما أنزل إليك . والمراد بما أنزل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم : هو القرآن ، وما أنزل من قبله : هو الكتب السالفة . والإيقان : إيقان العلم بانتفاء الشك والشبهة عنه ، قاله في الكشاف . والمراد أنهم يوقنون بالبعث والنشور وسائر أمور الآخرة من دون شك . والآخرة تأنيث الآخر الذي هو نقيض الأول ، وهي صفة الدار كما في قوله تعالى - تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا - وفي تقديم الظرف مع بناء

نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 36
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست