الربيع نحوه . وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة ( إلى كلمة سواء ) قال : عدل . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الربيع مثله . وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله ( ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا ) قال لا يطيع بعضنا بعضا في معصية الله ، ويقال : إن تلك الربوبية أن يطيع الناس سادتهم وقادتهم في غير عبادة وإن لم يصلوا لهم . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله ( ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا ) قال :
سجود بعضنا لبعض .
لما ادعت كل واحدة من طائفتي اليهود والنصارى أن إبراهيم عليه السلام كان على دينهم رد الله سبحانه ذلك عليهم وأبان بأن الملة اليهودية والملة النصرانية إنما كانتا من بعده . قال الزجاج : هذه الآية أبين حجة على اليهود والنصارى أن التوراة والإنجيل نزلا من بعده ، وليس فيهما اسم لواحد من الأديان واسم الإسلام في كل كتاب انتهى ، وفيه نظر ، فإن الإنجيل مشحون بالآيات من التوراة وذكر شريعة موسى والاحتجاج بها على اليهود ، وكذلك الزبور فيه في مواضع ذكر شريعة موسى ، وفي أوائله التبشير بعيسى ، ثم في التوراة ذكر كثير من الشرائع المتقدمة ، يعرف هذا كل من عرف هذه الكتب المنزلة . وقد اختلف في قدر المدة التي بين إبراهيم وموسى والمدة التي بين موسى وعيسى . قال القرطبي : يقال كان بين إبراهيم وموسى ألف سنة ، وبين موسى وعيسى ألفا سنة . وكذا في الكشاف . قوله ( أفلا تعقلون ) أي تتفكرون في دحوض حجتكم وبطلان قولكم . قوله ( ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم ) الأصل في ها أنتم أأنتم أبدلت الهمزة الأولى هاء ، لأنها أختها كذا قال أبو عمرو بن العلاء والأخفش . قال النحاس : وهذا قول حسن . وقرأ قنبل ( هانتم ) وقيل الهاء للتنبيه دخلت على الجملة التي بعدها : أي ها أنتم هؤلاء الرجال الحمقى حاججتم وفي هؤلاء لغتان المد والقصر والمراد بما لهم به علم هو ما كان في التوراة وإن خالفوا مقتضاه وجادلوا فيه بالباطل ، والذي لا علم لهم به هو زعمهم أن إبراهيم كان على دينهم لجهلهم بالزمن الذي كان فيه . وفي الآية دليل على منع الجدال بالباطل ، بل ورد الترغيب في ترك الجدال من المحق كما في حديث " من ترك المراء ولو محقا فأنا ضمينه على الله ببيت في ربض الجنة " . وقد ورد تسويغ الجدال بالتي هي أحسن لقوله تعالى - وجادلهم بالتي هي أحسن - ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن - ونحو ذلك ، فينبغي أن يقصر جوازه على المواطن التي تكون المصلحة في فعله أكثر من المفسدة أو على المواطن التي المجادلة فيها بالمحاسنة لا بالمخاشنة . قوله ( والله يعلم ) أي كل شئ فيدخل في ذلك ما حاججوا به . وقد تقدم تفسير الحنيف . قوله ( إن أولى الناس ) أي أحقهم به وأخصهم للذين اتبعوا ملته واقتدوا بدينه ( وهذا النبي ) يعني محمدا صلى الله عليه وآله وسلم ، أفرده بالذكر تعظيما له وتشريفا ، وأولويته صلى الله عليه وآله وسلم