عن جابر وصححه ، وفيه أنهم قالوا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم : هل لك أن نلاعنك ؟ وأخرج مسلم والترمذي وابن المنذر والحاكم والبيهقي عن سعد بن أبي وقاص : قال لما نزلت هذه الآية ( قل تعالوا ) دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا ، فقال : اللهم هؤلاء أهلي . وأخرج ابن عساكر عن جعفر بن محمد عن أبيه ( تعالوا ندع أبناءنا ) الآية ، قال : فجاء بأبي بكر وولده ، وبعمر وولده ، وبعثمان وولده ، وبعلي وولده . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق ابن جريج عن ابن عباس ( ثم نبتهل ) نجتهد . وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : هذا الإخلاص يشير بأصبعه التي تلي الإبهام ، وهذا الدعاء ، فرفع يديه حذو منكبيه ، وهذا الابتهال فرفع يديه مدا .
قيل الخطاب لأهل نجران بدليل ما تقدم قبل هذه الآية ، وقيل ليهود المدينة ، وقيل لليهود والنصارى جميعا ، وهو ظاهر النظم القرآني ، ولا وجه لتخصيصه بالبعض ، لأن هذه دعوة عامة لا تختص بأولئك الذين حاجوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . والسواء : العدل . قال الفراء : يقال في المعنى العدل سوى وسواء ، فإذا فتحت السين مددت ، وإذا ضممت أو كسرت قصرت . قال زهير :
أروى خطة لا ضيم فيها * يروى نبتها فيها السواء وفى قراءة ابن مسعود " إلى كلمة عدل بيننا وبينكم " فالمعنى : أقبلوا إلى ما دعيتم إليه ، وهي الكلمة العادلة المستقيمة التي ليس فيها ميل عن الحق ، وقد فسرها بقوله ( أن لا نعبد إلا الله ) وهو في موضع خفض على البدل من كلمة ، أو رفع على إضمار مبتدأ : أي هي أن نعبد ، ويجوز أن تكون أن مفسرة لا موضع للجملة التي دخلت عليها ، وفي قوله ( ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا ) تبكيت لمن اعتقد ربوبية المسيح وعزير ، وإشارة إلى أن هؤلاء من جنس البشر وبعض منهم ، وإزراء على من قلد الرجال في دين الله فحلل ما حللوه له ، وحرم ما حرموه عليه ، فإن من فعل ذلك فقد اتخذ من قلده ربا ، ومنه - اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله - وقد جوز الكسائي والفراء الجزم في - ولا نشرك - ولا يتخذ ) على التوهم . قوله ( فإن تولوا ) أي أعرضوا عما دعوا إليه ( فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون ) أي منقادون لأحكامه مرتضون به معترفون بما أنعم الله به علينا من هذا الدين القويم .
وقد أخرج البخاري ومسلم والنسائي عن ابن عباس قال : حدثني أبو سفيان أن هرقل دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقرأه فإذا فيه " بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم : سلام على من اتبع الهدى ، أما بعد : فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين ، فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين ، ويا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ، إلى قوله : بأنا مسلمون " . وأخرج الطبراني عن ابن عباس أن كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الكفار ( تعالوا إلى كلمة ) الآية وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن جريج قال : بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دعا يهود المدينة إلى ما في هذه الآية فأبوا عليه ، فجاهدهم حتى أقروا بالجزية . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال : ذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دعا يهود أهل المدينة إلى الكلمة السواء . وأخرج ابن جرير عن