responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 344


قوله ( فلما أحس ) أي علم ووجد : قاله الزجاج . وقال أبو عبيدة معنى أحس عرف ، وأصل ذلك وجود الشئ بالحاسة ، والإحساس : العلم بالشيء . قال الله تعالى - هل تحس منهم من أحد - والمراد بالإحساس هنا الإدراك القوي الجاري مجرى المشاهدة . وبالكفر إصرارهم عليه ، وقيل سمع منهم كلمة الكفر . وقال الفراء :
أرادوا قتله . وعلى هذا فمعنى الآية : فلما أدرك منهم عيسى إرادة قتله التي هي كفر قال من أنصاري إلى الله .
الأنصار جمع نصير . وقوله ( إلى الله ) متعلق محذوف وقع حالا : أي متوجها إلى الله أو ملتجئا إليه أو ذاهبا إليه وقيل إلى بمعنى مع كقوله تعالى - ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم - وقيل المعنى : من أنصاري في السبيل إلى الله ، وقيل المعنى : من يضم نصرته إلى نصرة الله . والحواريون جمع حواري ، وحواري الرجل : صفوته وخلاصته ، وهو مأخوذ من الحور وهو البياض عند أهل اللغة ، حورت الثياب بيضتها والحواري من الطعام : ما حور : أي بيض ، والحواري أيضا الناصر ، ومنه قوله صلى الله عليه وآله وسلم " لكل نبي حواري وحواريي الزبير " وهو في البخاري وغيره . وقد اختلف في سبب تسميتهم بذلك ، فقيل لبياض ثيابهم ، وقيل لخلوص نياتهم ، وقيل لأنهم خاصة الأنبياء ، وكانوا اثنى عشر رجلا ، ومعنى أنصار الله : أنصار دينه ورسله . وقوله ( آمنا بالله ) استئناف جار مجرى العلة لما قبله ، فإن الإيمان يبعث على النصرة . قوله ( واشهد بأنا مسلمون ) أي اشهد لنا يوم القيامة بأنا مخلصون لإيماننا منقادون لما تريد منا . ومعنى ( بما أنزلت ) ما أنزله الله سبحانه في كتبه . والرسول عيسى وحذف المتعلق مشعر بالتعميم : أي اتبعناه في كل ما يأتي به فاكتبنا مع الشاهدين لك بالوحدانية ولرسولك بالرسالة .
أو اكتبنا مع الأنبياء الذين يشهدون لأممهم ، وقيل مع أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم . قوله ( ومكروا ) أي الذين أحس عيسى منهم الكفر ، وهم كفار بني إسرائيل . ومكر الله استدراجه للعباد من حيث لا يعلمون . قاله الفراء وغيره . وقال الزجاج : مكر الله مجازاتهم على مكرهم ، فسمى الجزاء باسم الابتداء كقوله تعالى - الله يستهزئ بهم - وهو خادعهم - وأصل المكر في اللغة : الاغتيال والخدع : حكاه ابن فارس ، وعلى هذا فلا يسند إلى الله سبحانه إلا على طريق المشاكلة ، وقيل مكر الله هنا إلقاء شبه عيسى على غيره ، ورفع عيسى إليه ( والله خير الماكرين ) أي أقواهم مكرا وأنفذهم كيدا وأقواهم على إيصال الضرر بمن يريد إيصاله به من حيث لا يحتسب قوله ( إذ قال الله يا عيسى ) العامل في إذ : مكروا ، أو قوله ( خير الماكرين ) أو فعل مضمر تقديره وقع ذلك .
وقال الفراء : إن في الكلام تقديما وتأخيرا تقديره إني رافعك ومطهرك من الذين كفروا ومتوفيك بعد إنزالك من السماء . وقال أبو زيد : متوفيك قابضك ، وقال في الكشاف : مستوفى أجلك ، ومعناه : إني عاصمك من أن يقتلك الكفار ، ومؤخر أجلك إلى أجل كتبته لك ، ومميتك حتف أنفك لا قتلا بأيديهم . وإنما احتاج المفسرون إلى تأويل الوفاة بما ذكر ، لأن الصحيح أن الله رفعه إلى السماء من غير وفاة ، كما رجحه كثير من المفسرين ، واختاره ابن جرير الطبري ، ووجه ذلك أنه قد صح في الأخبار عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نزوله وقتله الدجال ،

نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 344
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست