فسلمت فرد السلام ، فقلت : ما أنت ، جني أم إنسي ؟ قال : جني ، قلت : ناولني يدك ، فناولني فإذا يده يد كلب وشعره شعر كلب ، فقلت : هكذا خلق الجن ؟ قال : لقد علمت الجن أن ما فيهم من هو أشد مني ، قلت : ما حملك على ما صنعت ؟ قال : بلغني أنك رجل تحب الصدقة فأحببنا أن نصيب من طعامك ، فقال له أبي :
فما الذي يجيرنا منكم ؟ قال : هذه الآية آية الكرسي التي في سورة البقرة " من قالها حين يمسي أجير منا حتى يصبح ، ومن قالها حين يصبح أجير منا حتى يمسي - فلما أصبح أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخبره فقال :
صدق الخبيث " . وأخرج البخاري في تاريخه والطبراني وأبو نعيم في المعرفة بسند رجاله ثقات عن ابن الأسقع البكري " أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جاءهم في صفة المهاجرين ، فسأله إنسان أي آية في القرآن أعظم ؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم ) حتى انقضت الآية " . وأخرج أحمد من حديث أبي ذر مرفوعا نحوه . وأخرج الخطيب البغدادي في تاريخه عن أنس مرفوعا نحوه أيضا . وأخرج الدارمي عن أنفع بن عبد الله الكلاعي نحوه . وأخرج البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة قال : " وكلني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحفظ زكاة رمضان ، فأتاني آت فجعل يحثو وذكر قصة ، وفي آخرها أنه قال له : دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها ، قلت : ما هي ؟ قال : إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي ، فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح - فأخبر أبو هريرة بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : أما إنه صدقك وهو كذوب ، تعلم من تخاطب يا أبا هريرة ؟ قال : لا ، قال : ذلك شيطان كذا " . وأخرج نحو ذلك أحمد عن أبي أيوب . وأخرج الطبراني والحاكم وأبو نعيم والبيهقي عن معاذ بن جبل مرفوعا نحوه . وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال " أعظم آية في كتاب الله - الله لا إله إلا هو الحي القيوم " . وأخرج نحوه أحمد والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن أبي ذر مرفوعا . وأخرج نحوه أيضا أحمد والطبراني من حديث أبي أمامة مرفوعا . وأخرج سعيد بن منصور والحاكم والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال " سورة البقرة فيها آية سيدة آي القرآن لا تقرأ في بيت فيه شيطان إلا خرج منه ، آية الكرسي " . قال الحاكم : صحيح الإسناد ولم يخرجاه . وأخرج الحاكم من حديث زائدة مرفوعا " لكل شئ سنام ، وسنام القرآن سورة البقرة ، وفيها آية هي سيدة آي القرآن ، آية الكرسي " ، وقال :
غريب لا نعرفه إلا من حديث حكيم بن جبير . وقد تكلم فيه شعبة وضعفه ، وكذا ضعفه أحمد ويحيى بن معين وغير واحد ، وتركه ابن مهدي ، وكذبه السعدي . وأخرج أبو داود والترمذي وصححه من حديث أسماء بنت يزيد بن السكن قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول في هاتين الآيتين - الله لا إله إلا هو الحي القيوم ، ولم الله لا إله إلا هو - إن فيهما اسم الله الأعظم . وقد وردت أحاديث في فضلها غير هذه ، وورد أيضا في فضل قراءتها دبر الصلوات وفي غير ذلك ، وورد أيضا في فضلها مع مشاركة غيرها لها أحاديث ، وورد عن السلف في ذلك شئ كثير :