responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 211


راجعا إلى الجزاء ، فسمى الجزاء إتيانا كما سمي التخويف والتعذيب في قصة ثمود إتيانا ، فقال - فأتى الله بنيانهم من القواعد - وقال في قصة النضير - فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا - وإنما احتمل الإتيان هذا ، لأن أصله عند أهل اللغة القصد إلى الشئ ، فمعنى الآية : هل ينظرون إلا أن يظهر الله فعلا من الأفعال مع خلق من خلقه يقصد إلى محاربتهم وقيل إن المعنى : يأتيهم أمر الله وحكمه ، وقيل إن قوله ( في ظلل ) بمعنى بظلل ، وقيل المعنى : يأتيهم ببأسه في ظلل . والغمام : السحاب الرقيق الأبيض ، سمي بذلك لأنه يغم : أي يستر . ووجه إتيان العذاب في الغمام على تقدير أن ذلك هو المراد ما في مجئ الخوف من محل الأمن من الفظاعة وعظم الموقع ، لأن الغمام مظنة الرحمة لا مظنة العذاب . وقوله ( وقضى الأمر ) عطف على يأتيهم داخل في حيز الانتظار ، وإنما عدل إلى صيغة الماضي دلالة على تحققه فكأنه قد كان ، أو جملة مستأنفة جئ بها للدلالة على أن مضمونها واقع لا محالة : أي وفرغ من الأمر الذي هو إهلاكهم . وقرأ معاذ بن جبل " وقضاء الأمر " بالمصدر عطفا على الملائكة . وقرأ يحيى بن يعمر " وقضى الأمور " بالجمع . وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي ( ترجع الأمور ) على بناء الفعل للفاعل ، وقرأ الباقون على البناء للمفعول .
وقد أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ) قال : يعني مؤمني أهل الكتاب ، فإنهم كانوا مع الإيمان بالله مستمسكين ببعض أمر التوراة والشرائع التي أنزلت فيهم ، يقول : ادخلوا في شرائع دين محمد ولا تدعوا منها شيئا ، وحسبكم الإيمان بالتوراة وما فيها . وأخرج ابن جرير عن عكرمة : أن هذه الآية نزلت في ثعلبة وعبد الله بن سلام وابن يامين وأسد وأسيد ابني كعب وسعيد بن عمرو وقيس بن زيد كلهم من يهود قالوا : يا رسول الله يوم السبت يوم كنا نعظمه فدعنا فلنسبت فيه ، وإن التوراة كتاب الله فلنقم بها الليل ، فنزلت ( يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ) . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : السلم الطاعة لله ، وكافة يقول : جميعا . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه قال : السلم : الإسلام ، والزلل : ترك الإسلام . وأخرج ابن جرير عن السدي قال ( فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات ) قال : فإن ظللتم من بعد ما جاءكم محمد صلى الله عليه وآله وسلم . وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال " يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم قياما شاخصة أبصارهم إلى السماء ينتظرون فصل القضاء وينزل الله في ظلل من الغمام من العرش إلى الكرسي " . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عمر في هذه الآية قال : يهبط حين يهبط وبينه وبين خلقه سبعون ألف حجاب ، منها النور والظلمة والماء ، فيصوت الماء في تلك الظلمة صوتا تنخلع له القلوب . وأخرج أبو يعلى وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في هذه الآية قال : يأتي الله يوم القيامة في ظلل من السحاب قد قطعت طاقات .
وأخرج ابن أبي جرير والديلمي عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال " إن من الغمام طاقات يأتي الله فيها محفوفات بالملائكة " وذلك قوله ( هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام ) . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عكرمة ( في ظلل من الغمام ) قال : طاقات والملائكة حوله . وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال : يأتيهم الله في ظلل من الغمام ، وتأتيهم الملائكة عند الموت . وأخرج عن عكرمة في قوله ( وقضى الأمر ) يقول : قامت

نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 211
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست