وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور والبيهقي عن ابن عباس قال : إذا ترك الميت سبعمائة درهم فلا يوصي .
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن الزهري . قال : جعل الله الوصية حقا مما قل منه و مما كثر . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وذكر حديثا وفيه " انظر قرابتك الذين يحتاجون ولا يرثون ، فأوص لهم من مالك بالمعروف " وأخرجا أيضا عن طاوس قال : من أوصى لقوم وسماهم وترك ذوي قرابته محتاجين انتزعت منهم وردت على قرابته . وأخرج سعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد وأبو داود في الناسخ وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن محمد بن بشير عن ابن عباس قال : نسخت هذه الآية . وأخرج عنه من وجه آخر أبو داود في ناسخه وابن المنذر وابن أبي حاتم أن هذه الآية نسخها قوله تعالى - للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون - الآية . وأخرج عنه من وجه آخر ابن جرير وابن أبي حاتم أنها منسوخة بآية الميراث . وأخرج عنه أبو داود في سننه والبيهقي مثله . وأخرج ابن جرير عنه أنه قال : في الآية نسخ من يرث ، ولم ينسخ الأقربين الذين لا يرثون . وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي عن ابن عمر أنه قال : هذه الآية نسختها آية الميراث . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ( فمن بدله ) الآية ، قال : وقد وقع أجر الموصى على الله وبرئ من إثمه ، وقال في قوله ( جنفا ) يعني إثما ( فأصلح بينهم ) قال : إذا أخطأ الميت في وصيته أو حاف فيها فليس على الأولياء حرج أن يردوا خطأه إلى الصواب . وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير نحوه لكنه فسر الجنف بالميل . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ( جنفا أو إثما ) قال : خطأ أو عمدا . وأخرج سعيد بن منصور والبيهقي في سننه عنه قال : الجنف في الوصية والإضرار فيها من الكبائر .
قد تقدم معنى ( كتب ) ولا خلاف بين المسلمين أجمعين أن صوم رمضان فريضة افترضها الله سبحانه على هذه الأمة . والصيام أصله في اللغة : الإمساك وترك التنقل من حال إلى حال ، ويقال للصمت صوم لأنه إمساك عن الكلام ، ومنه - إني نذرت للرحمن صوما - أي إمساكا عن الكلام ، ومنه قول النابغة :
خيل صيام وخيل غير صائمة * تحت العجاج وخيل تعلك اللجما أي خيل ممسكة عن الجري والحركة . وهو في الشرع : الإمساك عن المفطرات مع اقتران النية به من طلوع الفجر إلى غروب الشمس . وقوله ( كما كتب ) أي صوما كما كتب على أن الكاف في موضع نصب على النعت ، أو كتب عليكم الصيام مشبها ما كتب على أنه في محل نصب على الحال . وقال بعض النحاة : إن الكاف في موضع رفع نعتا للصيام ، وهو ضعيف لأن الصيام معرف باللام ، والضمير المستتر في قوله ( كما كتب ) راجع إلى ما . واختلف المفسرون في وجه التشبيه ما هو ، فقيل هو قدر الصوم ووقته ، فإن الله كتب على اليهود والنصارى صوم رمضان فغيروا ،