responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 171


قوله ( إن الذين يكتمون ) قيل المراد بهذه الآية علماء اليهود ، لأنهم كتموا ما أنزل الله في التوراة من صفة محمد صلى الله عليه وآله وسلم . والاشتراء هنا : الاستبدال ، وقد تقدم تحقيقه ، وسماه قليلا لانقطاع مدته وسوء عاقبته ، وهذا السبب وإن كان خاصا فالاعتبار بعموم اللفظ ، وهو يشمل كل من كتم ما شرعه الله ، وأخذ عليه الرشا ، وذكر البطون دلالة وتأكيدا أن هذا الأكل حقيقة ، إذ قد يستعمل مجازا في مثل أكل فلان أرضى ونحوه ، وقال في الكشاف : إن معنى ( في بطونهم ) ملء بطونهم قال : يقول أكل فلان في بطنه ، وأكل في بعض بطنه انتهى . وقوله ( إلا النار ) أي أنه يوجب عليهم عذاب النار ، فسمى ما أكلوه نارا لأنه يؤول بهم إليها ، هكذا قال أكثر المفسرين - وقيل إنهم يعاقبون على كتمانهم بأكل النار في جهنم حقيقة ، ومثله قوله سبحانه - إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا - وقوله ( ولا يكلمهم الله ) فيه كناية عن حلول غضب الله عليهم وعدم الرضا عنهم ، يقال فلان لا يكلم فلانا إذا غضب عليه . وقال ابن جرير الطبري : المعنى ولا يكلمهم بما يحبونه لا بما يكرهونه . كقوله تعالى - اخسئوا فيها ولا تكلمون - . وقوله ( ولا يزكيهم ) معناه : لا يثني عليهم خيرا . قاله الزجاج ، وقيل معناه : لا يصلح أعمالهم الخبيثة فيطهرهم . وقوله ( اشتروا الضلالة بالهدى ) قد تقدم تحقيق معناه . وقوله ( فما أصبرهم على النار ) ذهب جمهور ومنهم الحسن ومجاهد إلى أن معناه التعجب . والمراد تعجيب المخلوقين من حال هؤلاء الذين باشروا الأسباب الموجبة لعذاب النار ، فكأنهم بهذه المباشرة للأسباب صبروا على العقوبة في نار جهنم . وحكى الزجاج أن المعنى : ما أبقاهم على النار ، من قولهم : ما أصبر فلانا على الحبس : أي ما أبقاه فيه ، وقيل المعنى : ما أقل جزعهم من النار ، فجعل قلة الجزع صبرا . وقال الكسائي وقطرب : أي ما أدومهم على عمل أهل النار ، وقيل " ما " استفهامية ، ومعناه التوبيخ : أي أي شئ أصبرهم على عمل النار . قاله ابن عباس والسدي وعطاء وأبو عبيدة . ( ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق ) الإشارة باسم الإشارة إلى الأمر : أي ذلك الأمر وهو العذاب . قاله الزجاج . وقال الأخفش : إن خبر اسم الإشارة محذوف والتقدير :
ذلك معلوم . والمراد بالكتاب هنا القرآن ( بالحق ) أي بالصدق ، وقيل بالحجة . وقوله ( وإن الذين اختلفوا في الكتاب ) قيل المراد بالكتاب هنا التوراة ، فادعى النصارى أن فيها صفة عيسى وأنكرهم اليهود ، وقيل خالفوا ما في التوراة من صفة محمد صلى الله عليه وآله وسلم واختلفوا فيها ، وقيل المراد القرآن ، والذين اختلفوا كفار قريش ، يقول بعضهم هو سحر ، وبعضهم يقول هو أساطير الأولين ، وبعضهم يقول غير ذلك . ( لفي شقاق ) أي خلاف ( بعيد ) عن الحق ، وقد تقدم معنى الشقاق .
وقد أخرج ابن جرير عن عكرمة في قوله ( إن الذين يكتمون ما أنزل الله ) قال : نزلت في يهود . وأخرج ابن جرير عن السدي قال : كتموا اسم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأخذوا عليه طمعا قليلا . وأخرج ابن جرير أيضا عن أبي العالية نحوه . وأخرج الثعلبي عن ابن عباس بسندين ضعيفين أنها نزلت في اليهود . وأخرج

نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 171
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست