responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 111


للتفصيل ، ومن الفريق المكذبين عيسى ومحمد ، ومن الفريق المقتولين يحيى وزكريا . والغلف جمع أغلف ، المراد به هنا : الذي عليه غشاوة تمنع من وصول الكلام إليه ، ومنه غلفت السيف : أي جعلت له غلافا . قال في الكشاف : هو مستعار من الأغلف الذي لم يختن كقوله - قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه - وقيل إن الغلف جمع غلاف مثل حمار وحمر : أي قلوبنا أوعية للعلم فما بالها لا تفهم عنك ، وقد وعينا علما كثيرا ، فرد الله عليهم ما قالوه فقال ( بل لعنهم الله بكفرهم ) وأصل اللعن في كلام العرب الطرد والإبعاد ، ومنه قول الشماخ :
ذعرت به القطا ونفيت عنه * مقام الذئب كالرجل اللعين أي كالرجل المطرود . والمعنى : أبعدهم الله من رحمته ، و ( قليلا ) نعت لمصدر محذوف : أي إيمانا قليلا ( ما يؤمنون ) و " ما " زائدة ، وصف إيمانهم بالقلة لأنهم الذين قص الله علينا من عنادهم وعجرفتهم وشدة لجاجهم ، وبعدهم عن إجابة الرسل ما قصه ، ومن جملة ذلك أنهم يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض . وقال معمر : المعنى لا يؤمنون إلا قليلا مما في أيديهم ويكفرون بأكثره ، وعلى هذا يكون قليلا منصوبا بنزع الخافض . وقال الواقدي معناه لا يؤمنون قليلا ولا كثيرا . قال الكسائي : تقول العرب مررنا بأرض قل ما تنبت الكراث والبصل أي لا تنبت شيئا .
وقد أخرج ابن عساكر عن ابن عباس في قوله ( ولقد آتينا موسى الكتاب ) يعني به التوراة جملة واحدة مفصلة محكمة ( وقفينا من بعده بالرسل ) يعني رسولا يدعى أشمويل بن بابل ، ورسولا يدعى منشابيل ، ورسولا يدعى شعياء ، ورسولا يدعى حزقيل ، ورسولا يدعى أرمياء وهو الخضر ، ورسولا يدعى داود وهو أبو سليمان ورسولا يدعى المسيح عيسى بن مريم ، فهؤلاء الرسل ابتعثهم الله وانتخبهم من الأمة بعد موسى فأخذنا عليهم ميثاقا غليظا أن يؤدوا إلى أمتهم صفة محمد صلى الله عليه وآله وسلم وصفة أمته . وأخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم عنه في قوله ( وآتينا عيسى ابن مريم البينات ) قال : هي الآيات التي وضع على يديه من إحياء الموتى وخلقه من الطين كهيئة الطير ، وإبراء الأسقام . والخبر بكثير من الغيوب ، وما ورد عليهم من التوراة والإنجيل الذي أحدث الله إليه . وأخرج ابن أبي حاتم عنه في قوله ( وأيدناه ) قال : قويناه . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه قال : روح من القدس الاسم الذي كان عيسى يحيي بن الموتى . وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال : القدس :
الله تعالى . وأخرج عن الربيع بن أنس مثله . وأخرج عن ابن عباس قال : القدس الطهر . وأخرج عن السدي قال : القدس البركة . وأخرج عن إسماعيل بن أبي خالد أن روح القدس جبريل . وأخرج عن ابن مسعود مثله وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن جابر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : روح القدس جبريل . وقد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال " اللهم أيد حسان بروح القدس " وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد ابن جبير في قوله ( فريقا ) قال : طائفة . وأخرج عن ابن عباس قال : إنما سمي القلب لتقلبه . وأخرج الطبراني في الأوسط عنه أنه كان يقرأ ( قلوبنا غلف ) مثقلة : أي كيف نتعلم وقلوبنا غلف للحكمة : أي أوعية للحكمة .
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه في قوله ( وقالوا قلوبنا غلف ) مملوءة علما لا تحتاج إلى علم محمد ولا غيره وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه في قوله ( قلوبنا غلف ) قال : في غطاء . وروى ابن إسحاق وابن جرير عنه أنه قال : في أكنة . وأخرج ابن جرير عنه أنه قال : هي القلوب المطبوع عليها . وأخرج وكيع عن عكرمة وابن جرير عن مجاهد نحوه . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال : هي التي لا تفقه . وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا في كتاب الإخلاص وابن جرير عن حذيفة قال : القلوب أربعة : قلب أغلف فذلك

نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 111
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست