responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 108


ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغى * وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي بالنصب لقوله أحضر وبالرفع . والإحسان إلى الوالدين : معاشرتهما بالمعروف والتواضع لهما وامتثال أمرهما ، وسائر ما أوجبه الله على الولد لوالديه من الحقوق . والقربى : مصدر كالرجعي والعقبى ، هم القرابة - والإحسان بهم : صلتهم والقيام بما يحتاجون إليه بحسب الطاقة وبقدر ما تبلغ إليه القدرة . واليتامى جمع يتيم ، واليتيم في بني آدم من فقد أبوه . وفي سائر الحيوانات : من فقدت أمه . وأصله الانفراد - يقال : صبي يتيم : أي منفرد من أبيه والمساكين جمع مسكين ، وهو من أسكنته الحاجة وذللته ، وهو أشد فقرا من الفقير عند أكثر أهل اللغة وكثير من أهل الفقه . وروى عن الشافعي أن الفقير أسوأ حالا من المسكين . وقد ذكر أهل العلم لهذا البحث أدلة مستوفاة في مواطنها . ومعنى قوله ( وقولوا للناس حسنى ) أي قولوا لهم قولا حسنا فهو صفة مصدر محذوف ، وهو مصدر كبشرى . وقرأ حمزة والكسائي " حسنا " بفتح الحاء والسين . وكذلك قرأ زيد بن ثابت وابن مسعود . قال الأخفش هما بمعنى واحد ، مثل البخل والبخل ، والرشد والرشد وحكى الأخفش أيضا " حسنى " بغير تنوين على فعلى ، قال النحاس : وهذا لا يجوز في العربية ، لا يقال من هذا شئ إلا بالألف واللام نحو الفضلي والكبرى والحسنى وهذا قول سيبويه . وقرأ عيسى بن عمر " حسنا " بضمتين : والظاهر أن هذا القول الذي أمرهم الله به لا يختص بنوع معين ، بل كل ما صدق عليه أنه حسن شرعا كان من جملة ما يصدق عليه هذا الأمر . وقد قيل إن ذلك هو كلمة التوحيد ، وقيل الصدق ، وقيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقيل غير ذلك . وقوله ( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ) قد تقدم تفسيره ، وهو خطاب لبني إسرائيل ، فالمراد الصلاة التي كانوا يصلونها ، والزكاة التي كانوا يخرجونها . قال ابن عطية : وزكاتهم هي التي كانوا يضعونها فتنزل النار على ما يقبل ، ولا تنزل على مالا يقبل . وقوله ( ثم توليتم ) قيل الخطاب للحاضرين منهم في عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأنهم مثل سلفهم في ذلك ، وفيه التفات من الغيبة إلى الخطاب . وقوله ( إلا قليلا ) منصوب على الاستثناء ، ومنهم عبد الله بن سلام وأصحابه . وقوله ( وأنتم معرضون ) في موضع النصب على الحال ، والإعراض والتولي بمعنى واحد ، وقيل :
التولي بالجسم ، والإعراض بالقلب . وقوله ( لا تسفكون ) الكلام فيه كالكلام في لا تعبدون وقد سبق . وقرأ طلحة بن مصرف وشعيب بن أبي حمزة بضم الفاء ، وهي لغة . وقرأ أبو نهيك بضم الياء وتشديد الفاء وفتح السين والسفك : الصب ، وقد تقدم ، والمراد أنه لا يفعل ذلك بعضهم ببعض . والدار : المنزل الذي فيه أبنية المقام ، بخلاف منزل الارتحال . وقال الخليل : كل موضع حله قوم فهو دار لهم وإن لم يكن فيه أبنية ، وقيل سميت دارا لدورها على سكانها ، كما يسمى الحائط حائطا لإحاطته على ما يحويه . وقوله ( ثم أقررتم ) من الإقرار : أي حصل منكم الاعتراف بهذا الميثاق المأخوذ عليكم في حال شهادتكم على أنفسكم بذلك ، قيل الشهادة هنا بالقلوب وقيل هي بمعنى الحضور : أي أنكم الآن تشهدون على أسلافكم بذلك ، وكان الله سبحانه قد أخذ في التوراة على بني إسرائيل أن لا يقتل بعضهم بعضا ولا ينفيه ولا يسترقه . وقوله ( ثم أنتم هؤلاء ) أي أنتم هؤلاء المشاهدون الحاضرون تخالفون ما أخذه الله عليكم في التوراة فتقتلون أنفسكم إلى آخر الآية ، وقيل إن هؤلاء منصوب بإضمار أعني ، ويمكن أن يقال منصوب بالذم أو الاختصاص : أي أذم أو أخص . وقال القتيبي : إن التقدير يا هؤلاء قال النحاس : هذا خطأ على قول سيبويه لا يجوز . وقال الزجاج هؤلاء بمعنى الذين أي ثم أنتم الذين تقتلون . وقيل هؤلاء مبتدأ وأنتم خبر مقدم وقرأ الزهري " تقتلون " مشددا ، فمن جعل قوله ( أنتم هؤلاء ) مبتدأ وخبرا جعل قوله ( تقتلون ) بيانا لأن معنى قوله ( أنتم هؤلاء ) أنهم على حالة كحالة أسلافهم من نقض الميثاق . ومن جعل

نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست