responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 101


الكشاف . وقرأ الأعمش " أو أشد " بنصب الدال ، وكأنه عطفه على الحجارة فيكون أشد مجرورا بالفتحة . وقوله ( وإن من الحجارة ) إلى آخره ، قال في الكشاف إنه بيان لفضل قلوبهم على الحجارة في شدة القسوة وتقرير لقوله ( أو أشد قسوة ) انتهى . وفيه أن مجئ البيان بالواو غير معروف ولا مألوف ، والأولى جعل ما بعد الواو تذييلا أو حالا . التفجر : التفتح ، وقد سبق تفسيره . وأصل ( يشقق ) يتشقق أدغمت التاء في الشين ، وقد قرأ الأعمش " يتشقق " على الأصل . وقرأ ابن مصرف ينشق بالنون ، والشق واحد الشقوق ، وهو يكون بالطول أو بالعرض ، بخلاف الانفجار فهو الانفتاح من موضع واحد مع اتساع الخرق . والمراد : أن الماء يخرج من الحجارة من مواضع الانفجار والانشقاق ، ومن الحجارة ما يهبط : أي ينحط من المكان الذي هو فيه إلى أسفل منه من الخشية لله التي تداخله وتحل به ، وقيل إن الهبوط مجاز عن الخشوع منها ، والتواضع الكائن فيها انقيادا لله عز وجل ، فهو مثل قوله تعالى - لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله - وقد حكى ابن جرير عن فرقة أن الخشية للحجارة مستعارة كما استعيرت الإرادة للجدار ، وكما قال الشاعر :
لما أتى خبر الزبير تواضعت * سور قوله المدينة والجبال الخشع وذكر الجاحظ أن الضمير في قوله ( وإن منها ) راجع إلى القلوب لا إلى الحجارة ، وهو فاسد ، فإن الغرض من سياق هذا الكلام هو التصريح بأن قلوب هؤلاء بلغت في القسوة وفرط اليبس الموجبين لعدم قبول الحق والتأثر للمواعظ إلى مكان لم تبلغ إليه الحجارة ، التي هي أشد الأجسام صلابة وأعظمها صلادة ، فإنها ترجع إلى نوع من اللين ، وهي تفجرها بالماء وتشققها عنه وقبولها لما توجبه الخشية لله من الخشوع والانقياد بخلاف تلك القلوب .
وفي قوله ( وما الله بغافل عما تعملون ) من التهديد وتشديد الوعيد مالا يخفى ، فإن الله عز وجل إذا كان عالما بما يعملونه مطلعا عليه غير غافل عنه كان لمجازاتهم بالمرصاد .
وقد أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله ( وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها ) قال : اختلفتم فيها ( والله مخرج ما كنتم تكتمون ) قال : ما تغيبون . وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن المسيب بن رافع قال " ما عمل رجل حسنة في سبعة أبيات إلا أظهرها الله ، وما عمل رجل سيئة في سبعة أبيات إلا أظهرها الله ، وتصديق ذلك في كتاب الله ( والله مخرج ما كنتم تكتمون ) " وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " لو أن رجلا عمل عملا في صخرة صماء لا باب لها ولا كوة خرج عمله إلى الناس كائنا ما كان " وأخرج البيهقي من حديث عثمان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " من كانت له سريرة صالحة أو سيئة أظهر الله عليها منها رداء يعرف به " ورواه البيهقي أيضا بنحوه من قول عثمان قال : والموقوف أصح .
وأخرج أبو الشيخ والبيهقي عن أنس مرفوعا حديثا طويلا في هذا المعنى ، ومعناه : أن الله يلبس كل عامل عمله حتى يتحدث به الناس ويزيدون ، ولو عمله في جوف بيت إلى سبعين بيتا على كل بيت باب من حديد ، وفي إسناده ضعف . وأخرج ابن عدي من حديث أنس أيضا مرفوعا " إن الله مرد كل امرئ رداء عمله " . ولجماعة من الصحابة والتابعين كلمات تفيد هذا المعنى . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ( فقلنا اضربوه ببعضها ) قال : ضرب بالعظم الذي يلي الغضروف . وأخرج عبد بن حميد عن قتادة أنهم ضربوه بفخذها . وأخرج مثله ابن جرير عن عكرمة . وأخرج نحوه عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد . وأخرج ابن جرير عن السدي قال : ضرب بالبضعة التي بين الكتفين . وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ في العظمة عن

نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 101
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست