responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 96


حجاح ، عن ابن جريج ، في قوله : رب العالمين قال : الجن والإنس . القول في تأويل قوله تعالى :
* ( الرحمن الرحيم ) * قال أبو جعفر : قد مضى البيان عن تأويل قوله الرحمن الرحيم ، في تأويل بسم الله الرحمن الرحيم ، فأغنى ذلك عن إعادته في هذا الموضع . ولم يحتج إلى الإبانة عن وجه تكرير الله ذلك في هذا الموضع ، إذ كنا لا نرى أن بسم الله الرحمن الرحيم من فاتحة الكتاب آية ، فيكون علينا لسائل مسألة بأن يقول : ما وجه تكرير ذلك في هذا الموضع ، وقد مضى وصف الله عز وجل به نفسه في قوله بسم الله الرحمن الرحيم ، مع قرب مكان إحدى الآيتين من الآخرى ومجاورتها لصاحبتها ؟ بل ذلك لنا حجة على خطأ دعوى من ادعى أن بسم الله الرحمن الرحيم من فاتحة الكتاب آية ، إذ لو كان ذلك كذلك لكان ذلك إعادة آية بمعنى واحد ولفظ واحد مرتين من غير فصل يفصل بينهما . وغير موجود في شئ من كتاب الله آيتان متجاورتان مكررتان بلفظ واحد ومعنى واحد ، لا فصل بينهما من كلام يخالف معناه معناهما ، وإنما يأتي بتكرير آية بكمالها في السورة الواحدة ، مع فصول تفصل بين ذلك ، وكلام يعترض به بغير معنى الآيات المكررات أو غير ألفاظها ، ولا فاصل بين قول الله تبارك وتعالى اسمه الرحمن الرحيم من بسم الله الرحمن الرحيم ، وقول الله :
الرحمن الرحيم ، من الحمد لله رب العالمين .
فإن قال قائل : فإن الحمد لله رب العالمين فاصل بين ذلك . قيل : قد أنكر ذلك جماعة من أهل التأويل ، وقالوا : إن ذلك من المؤخر الذي معناه التقديم ، وإنما هو :
الحمد لله الرحمن الرحيم رب العالمين ملك يوم الدين . واستشهدوا على صحة ما ادعوا من ذلك بقوله : ملك يوم الدين فقالوا : إن قوله : ملك يوم الدين تعليم من الله عبده أن يصفه بالملك في قراءة من قرأ ملك ، وبالملك في قراءة من قرأ مالك .
قالوا : فالذي هو أولى أن يكون محاور وصفه بالملك أو الملك ما كان نظير ذلك من الوصف ، وذلك هو قوله رب العالمين ، الذي هو خبر عن ملكه جميع أجناس الخلق ، وأن يكون مجاور وصفه بالعظمة والألوهة ما كان له نظيرا في المعنى من الثناء عليه ، وذلك قوله : الرحمن الرحيم . فزعموا أن ذلك لهم دليل على أن قوله الرحمن الرحيم بمعنى التقديم قبل رب العالمين ، وإن كان في الظاهر مؤخرا . وقالوا : في نظائر ذلك من التقديم

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 96
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست