responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 792


1745 - حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد : وإن تولوا فإنما هم في شقاق قال : الشقاق : الفراق والمحاربة ، إذا شاق فقد حارب ، وإذا حارب فقد شاق ، وهما واحد في كلام العرب . وقرأ : ومن يشاقق الرسول .
وأصل الشقاق عندنا والله أعلم مأخوذ من قول القائل : شق عليه هذا الامر إذا كر به وآذاه ، ثم قيل : شاق فلان فلانا بمعنى : نال كل واحد منهما من صاحبه ما كر به وآذاه وأثقلته مساءته ، ومنه قول الله تعالى ذكره : وإن خفتم شقاق بينهما بمعنى فراق بينهما .
القول في تأويل قوله تعالى : فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم .
يعني تعالى ذكره بقوله : فسيكفيكهم الله فسيكفيك الله يا محمد هؤلاء الذين قالوا لك لأصحابك : كونوا هودا أو نصارى تهتدوا من اليهود والنصارى ، إن هم تولوا عن أن يؤمنوا بمثل إيمان أصحابك بالله ، وبما أنزل إليك ، وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق وسائر الأنبياء غيرهم ، وفرقوا بين الله ورسله ، إما بقتل السيف ، وإما بجلاء عن جوارك ، وغير ذلك من العقوبات ، فإن الله هو السميع لما يقولون لك بألسنتهم ويبدون لك بأفواههم من الجهل والدعاء إلى الكفر والملل الضالة ، العليم بما يبطنون لك ولأصحابك المؤمنين في أنفسهم من الحسد والبغضاء . ففعل الله بهم ذلك عاجلا وأنجز وعده ، فكفي نبيه ( ص ) بتسليطه إياه عليهم حتى قتل بعضهم وأجلى بعضا وأذل بعضا وأخزاه بالجزية والصغار . القول في تأويل قوله تعالى :
* ( صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون ) * يعني تعالى ذكره بالصبغة : صبغة الاسلام ، وذلك أن النصارى إذا أرادت أن تنصر أطفالهم جعلتهم في ماء لهم تزعم أن ذلك لها تقديس بمنزلة غسل الجنابة لأهل الاسلام ، وأنه صبغة لهم في النصرانية ، فقال الله تعالى ذكره إذ قالوا لنبيه محمد ( ص ) وأصحابه المؤمنين به : كونوا هودا أو نصارى تهتدوا : قل لهم يا محمد : أيها اليهود والنصارى ، بل اتبعوا ملة إبراهيم صبغة الله التي هي أحسن الصبغ ، فإنها هي الحنيفية المسلمة ، ودعوا الشرك بالله والضلال عن محجة هداه . ونصب الصبغة من قرأها نصبا على الرد على الملة ، وكذلك رفع الصبغة من رفع الملة على ردها عليها . وقد يجوز رفعها على غير

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 792
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست