responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 788


والأصنام ، ولا كان من اليهود ، ولا من النصارى ، بل كان حنيفا مسلما . القول في تأويل قوله تعالى :
* ( قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون ) * يعني تعالى ذكره بذلك : قولوا أيها المؤمنون لهؤلاء اليهود والنصارى الذين قالوا لكم : كونوا هودا أو نصارى تهتدوا : آمنا ، أي صدقنا بالله .
وقد دللنا فيما مضى أن معنى الايمان التصديق بما أغنى عن إعادته .
وما أنزل إلينا يقول أيضا : صدقنا بالكتاب الذي أنزل الله إلى نبينا محمد ( ص ) .
فأضاف الخطاب بالتنزيل إليهم إذ كانوا متبعيه ومأمورين منهيين به ، فكان وإن كان تنزيلا إلى رسول الله ( ص ) بمعنى التنزيل إليهم للذي لهم فيه من المعاني التي وصفت .
ويعني بقوله : وما أنزل إلى إبراهيم صدقنا أيضا وآمنا بما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط ، وهم الأنبياء من ولد يعقوب .
وقوله : وما أوتي موسى وعيسى يعني : وآمنا أيضا بالتوراة التي آتاها الله موسى ، وبالإنجيل الذي آتاه الله عيسى ، والكتب التي آتي النبيين كلهم ، وأقررنا وصدقنا أن ذلك كله حق وهدى ونور من عند الله . وأن جميع من ذكر الله من أنبيائه كانوا على حق وهدى يصدق بعضهم بعضا على منهاج واحد في الدعاء إلى توحيد الله والعمل بطاعته ، لا نفرق بين أحد منهم يقول : لا نؤمن ببعض الأنبياء ونكفر ببعض ، ونتبرأ من بعض ، ونتولى بعضا ، كما تبرأت اليهود من عيسى ومحمد عليهما السلام وأقرت بغيرهما من الأنبياء ، وكما تبرأت النصارى من محمد ( ص ) وأقرت بغيره من الأنبياء بل نشهد لجميعهم أنهم كانوا رسل الله وأنبياءه ، بعثوا بالحق والهدى .
وأما قوله : ونحن له مسلمون فإنه يعني تعالى ذكره : ونحن له خاضعون بالطاعة ، مذعنون له بالعبودية . فذكر أن نبي الله ( ص ) قال ذلك لليهود ، فكفروا بعيسى وبمن يؤمن به .
كما :

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 788
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست