responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 77


سورة الفاتحة مكية وآياتها سبع * ( بسم الله الرحمن الرحيم ) * أ القول في تأويل بسم .
قال أبو جعفر : إن الله تعالى ذكره وتقدست أسماؤه ، أدب نبيه محمدا ( ص ) بتعليمه تقديم ذكر أسمائه الحسنى أمام جميع أفعاله ، وتقدم إليه في وصفه بها قبل جميع مهماته ، وجعل ما أدبه به من ذلك وعلمه إياه منه لجميع خلقه سنة يستنون بها ، وسبيلا يتبعونه عليها ، في افتتاح أوائل منطقهم وصدور رسائلهم وكتبهم وحاجاتهم حتى أغنت دلالة ما ظهر من قول القائل بسم الله ، على ما بطن من مراده الذي هو محذوف . وذلك أن الباء من بسم الله مقتضية فعلا يكون لها جالبا ، ولا فعل معها ظاهر ، فأغنت سامع القائل بسم الله معرفته بمراد قائله من إظهار قائل ذلك مراده قولا ، إذ كان كل ناطق به عند افتتاحه أمرا قد أحضر منطقه به ، إما معه وإما قبله بلا فصل ، ما قد أغنى سامعه من دلالة شاهدة على الذي من أجله افتتح قيله به . فصار استغناء سامع ذلك منه عن إظهار ما حذف منه ، نظير استغنائه إذا سمع قائلا قيل له : ما أكلت اليوم ؟ فقال : طعاما ، عن أن يكرر المسؤول مع قوله طعاما أكلت لما قد ظهر لديه من الدلالة على أن ذلك معناه بتقدم مسألة السائل إياه عما أكل . فمعقول إذا أن قول القائل إذا قال : بسم الله الرحمن الرحيم ثم افتتح تاليا سورة ، أن اتباعه بسم الله الرحمن الرحيم تلاوة السورة ، ينبئ عن معنى قوله : بسم الله الرحمن الرحيم ومفهوم به أنه مريد بذلك أقرأ بسم الله الرحمن الرحيم .
وكذلك قوله : بسم الله عند نهوضه للقيام أو عند قعوده وسائر أفعاله ، ينبئ عن معنى مراده بقوله بسم الله ، وأنه أراد بقيله بسم الله : أقوم بسم الله ، وأقعد بسم الله وكذلك سائر الأفعال .

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 77
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست