responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 76


أخلاق سائر جنسه وأفعاله وبعده من الخير . وقد قيل إنه أخذ من قول القائل : شطنت داري من دارك ، يريد بذلك بعدت . ومن ذلك قول النابغة بني ذبيان :
نأت بسعاد عنك نوى شطون * فبانت والفؤاد بها رهين والنوى : الوجه الذي نوته وقصدته ، والشطون : البعد . فكأن الشيطان على هذا التأويل : فيعال من " شطن " . ومما يدل على أن ذلك كذلك قول أمية بن أبي الصلت :
أيما شاطن عصاه عكاه * ثم يلقى في السجن والأكبال [1] ولو كان " فعلان " ، من شاط يشيط ، لقال : أيما شائط ، ولكنه قال : أيما شاطن ، لأنه من شطن يشطن فهو شاطن .
تأويل قوله : ( الرجيم ) . وأما الرجيم فهو فعيل بمعنى مفعول ، كقول القائل : كف خضيب ، لحية دهين ، ورجل لعين ، يريد بذلك : مخضوبة ، ومدهونة ، وملعون . وتأويل الرجيم : الملعون المشتوم . وكل مشتوم بقول ردئ أو سب فهو مرجوم . وأصل الرجم :
الرمي بقول كان أو بفعل . ومن الرجم بالقول قول أبي إبراهيم لإبراهيم صلوات الله عليه :
( لئن لم تنته لأرجمنك ) [2] .
وقد يجوز أن يكون قيل الشيطان رجيم ، لان الله جل ثناؤه طرده من سماواته ورجمه بالشهب الثواقب [3] .
وقد روي عن ابن عباس ، أن أول ما نزل جبريل على النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، علمه الاستعاذة .
113 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا عثمان بن سعيد ، قال : حدثنا بشر بن عمارة ، قال : حدثنا أبو روق عن الضحاك ، عن عبد الله بن عباس ، قال : أول ما نزل جبريل على محمد ، قال : يا محمد ! قل أستعيذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم . ثم قال : قل :
بسم الله الرحمن الرحيم . ثم قال : ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ) [4] قال عبد الله : وهي أول سورة أنزلها الله على محمد بلسان جبريل . فأمره أن يتعوذ بالله دون خلقه .



[1] عكا الشئ عكوا : شده ، ويقال : عكا فلانا في الحديد . والأكبال : جميع كبل ، وهو القيد من حديد .
[2] سورة مريم ، الآية : 46 .
[3] الشهب الثواقب : المضيئة المشتعلة .
[4] سورة العلق ، الآية : 1 .

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 76
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست