فتأويل الآية على هذا القول : وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت ، وإذ يقول إسماعيل : ربنا تقبل منا . فيصير حينئذ إسماعيل مرفوعا بالجملة التي بعده ، ويقول حينئذ خبر له دون إبراهيم .
ثم اختلف أهل التأويل في الذي رفع القواعد بعد إجماعهم على أن إبراهيم كان ممن رفعها ، فقال بعضهم : رفعها إبراهيم وإسماعيل جميعا . ذكر من قال ذلك :
1692 - حدثني موسى بن هارون ، قال : ثنا عمرو بن حماد ، قال : ثنا أسباط ، عن السدي : ( وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين ) قال : فانطلق إبراهيم حتى أتى مكة ، فقام هو وإسماعيل وأخذا المعاول لا يدريان أين البيت ، فبعث الله ريحا يقال لها ريح الخجوج ، لها جناحان ورأس في صورة حية ، فكنست لهما ما حول الكعبة ، وعن أساس البيت الأول ، واتبعاها بالمعاول يحفران حتى وضعا الأساس : فذلك حين يقول : ( وإذ يرفع لإبراهيم مكان البيت ) . فلما بنيا القواعد فبلغا مكان الركن قال إبراهيم لإسماعيل : يا بني اطلب لي حجرا حسنا أضعه ههنا قال : يا أبت إني كسلان تعب قال : علي بذلك فانطلق فطلب له حجرا فجاءه بحجر ، فلم يرضه ، فقال : ائتني بحجر أحسن من هذا فانطلق يطلب له حجرا ، وجاءه جبريل بالحجر الأسود من الهند ، وكان أبيض ياقوتة بيضاء مثل الثغامة ، وكان آدم هبط به من الجنة فاسود من خطايا الناس ، فجاءة إسماعيل بحجر فوجده عند الركن ، فقال : يا أبت من جاء بهذا ؟ فقال : من هو أنشط منك . فبنياه .
1693 - حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلمة ، عن ابن إسحاق ، عن عمرو بن عبد الله بن عتبة ، عن عبيد بن عمير الليثي ، قال : بلغني أن إبراهيم وإسماعيل هما رفعا قواعد البيت .
وقال آخرون : بل رفع قواعد البيت إبراهيم ، وكان إسماعيل يناوله الحجارة . ذكر من قال ذلك :
1694 - حدثنا أحمد بن ثابت الرازي ، قال : ثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ،