يرضع ، وحملوا - فيما حدثني - على البراق ومعه جبريل يدله على موضع البيت ومعالم الحرم . فخرج وخرج معه جبريل ، فقال : كان لا يمر بقرية إلا قال : أبهذا أمرت يا جبريل ؟
فيقول جبريل : امضه حتى قدم به مكة وهي إذ ذاك عضاة سلم وسمر يربها أناس يقال لهم المعاليق خارج مكة وما حولها ، والبيت يومئذ ربوة حمراء مدرة ، فقال إبراهيم لجبريل : أههنا أمرت أن أضعها ؟ قال : نعم فعمد بهما إلى موضع الحجر فأنزلهما فيه ، وأمر هاجر أم إسماعيل أن تتخذ فيه عريشا ، فقال : ( رب إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ) إلى قوله : ( لعلهم يشكرون ) .
قال ابن حميد : قال سلمة : قال ابن إسحاق : يزعمون - والله أعلم - أن ملكا من الملائكة أتى هاجر أم إسماعيل ، حين أنزلهما إبراهيم مكة قبل أن يرفع إبراهيم وإسماعيل القواعد من البيت ، فأشار لهما إلى البيت ، وهو ربوة حمراء مدرة ، فقال لهما : هذا أول بيت وضع في الأرض ، وهو بيت الله العتيق ، واعلمي أن إبراهيم وإسماعيل هما يرفعانه . فالله أعلم .
1688 - حدثني الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا هشام بن حسان ، قال : أخرني حميد ، عن مجاهد ، قال : خلق الله موضع هذا البيت قبل أن يخلق شيئا من الأرض بألفي سنة ، وأركانه في الأرض السابعة .
1689 - حدثنا الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا ابن عيينة ، قال : أخبرني بشر بن عاصم ، عن ابن المسيب ، قال : حدثنا كعب أن البيت كان غثاءة على الماء قبل أن يخلق الله الأرض بأربعين سنة ، ومنه دحيت الأرض . قال : وحدثنا عن علي بن أبي طالب أن إبراهيم أقبل من أرمينية معه السكينة ، تدله على تبوئ البيت كما تتبوأ العنكبوت بتها . قال : فرفعت عن أحجار تطيقه - أو لا تطيقه - ثلاثون رجلا . قال :