responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 756


ورافع بن خديج وغيرهم ، أن النبي ( ص ) قال : اللهم إن إبراهيم حرم مكة وأن ليس أحدهما دافعا صحة معنى الآخر كما ظنه بعض الجهال .
وغير جائز في أخبار رسول الله ( ص ) أن يكون بعضها دافعا بعضا إذا ثبت صحتها ، وقد جاء الخبران اللذان رويا في ذلك عن رسول الله ( ص ) مجيئا ظاهرا مستفيضا يقطع عذر من بلغه .
وقول إبراهيم عليه السلام : ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم فإنه إن يكن قال قبل إيجاب الله فرض تحريمه على لسانه على خلقه ، فإنما عنى بذلك تحريم الله إياه الذي حرمه بحياطته إياه وكلائه من غير تحريمه إياه على خلقه على وجه التعبد لهم بذلك . وإن يكن قال ذلك بعد تحريم الله إياه على لسانه على خلقه على وجه التعبد ، فلا مسألة لاحد علينا في ذلك .
القول في تأويل قوله تعالى : وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر .
وهذه مسألة من إبراهيم ربه أن يرزق مؤمني أهل مكة من الثمرات دون كافريهم .
وخص بمسألة ذلك للمؤمنين دون الكافرين لما أعلمه الله عند مسألته إياه أن يجعل من ذريته أئمة يقتدي بهم أن منهم الكافر الذي لا ينال عهده ، والظالم الذي لا يدرك ولايته .
فلما أن علم أن من ذريته الظالم والكافر ، خص بمسألته ربه أن يرزق من الثمرات من سكان مكة المؤمن منهم دون الكافر ، وقال الله له : إني قد أجبت دعاءك ، وسأرزق مع مؤمني أهل هذا البلد كافرهم ، فأمتعه به قليلا . وأما من في قوله : من آمن منهم بالله واليوم الآخر فإنه نصب على الترجمة ، والبيان عن الأهل ، كما قال تعالى : يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه بمعنى : يسألونك عن قتال في الشهر الحرام ، وكما قال تعالى ذكره : ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا بمعنى : ولله حج البيت على من استطاع إليه سبيلا .
وإنما سأل إبراهيم ربه ما سأل من ذلك لأنه حل بواد غير ذي زرع ولا ماء ولا أهل ، فسأل أن يرزق أهله ثمرا ، وأنه يجعل أفئدة الناس تهوي إليهم ، فذكر أن إبراهيم لما سأل ذلك ربه نقل الله الطائف من فلسطين .

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 756
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست