responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 737


بعدك من أهل الايمان بي وبرسلي ، فتقدمهم أنت ، ويتبعون هديك ، ويستنون بسنتك التي تعمل بها بأمري إياك ووحيي إليك .
القول في تأويل قوله تعالى : قال ومن ذريتي .
يعني جل ثناؤه بذلك ، قال إبراهيم لما رفع الله منزلته وكرمه ، فأعلمه ما هو صانع به من تصييره إماما في الخيرات لمن في عصره ولمن جاء بعده من ذريته وسائر الناس غيرهم يهتدي بهديه ويقتدي بأفعاله وأخلاقه : يا رب ومن ذريتي فاجعل أئمة يقتدي بهم كالذي جعلتني إماما يؤتم به ويتقدى بي مسألة من إبراهيم ربه سأله إياها . كما :
1602 - حدثت عن عمار ، قال : ثنا ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع ، قال : قال إبراهيم : ومن ذريتي يقول : فاجعل من ذريتي من يؤتم به ويقتدي به .
وقد زعم بعض الناس أن قول إبراهيم : ومن ذريتي مسألة منه ربه لعقبه أن يكونوا على عهده ودينه ، كما قال : واجنبني وبني أن نعبد الأصنام فأخبر الله جل ثناؤه أن في عقبه الظالم المخالف له في دينه بقوله : لا ينال عهدي الظالمين .
والظاهر من التنزيل يدل على غير الذي قاله صاحب هذه المقالة لان قول إبراهيم صلوات الله عليه : ومن ذريتي في إثر قول الله جل ثناؤه : إني جاعلك للناس إماما فمعلوم أن الذي سأله إبراهيم لذريته لو كان غير الذي أخبر ربه أنه أعطاه إياه لكان مبينا ولكن المسألة لما كانت مما جرى ذكره ، اكتفى بالذكر الذي قد مضى من تكريره وإعادته ، فقال : ومن ذريتي بمعنى : ومن ذريتي فاجعل مثل الذي جعلتني به من الإمامة للناس .
القول في تأويل قوله تعالى : قال لا ينال عهدي الظالمين .
هذا خبر من الله جل ثناؤه عن أن الظالم لا يكون إماما يقتدي به أهل الخير ، وهو من الله جل ثناؤه جواب لما توهم في مسألته إياه أن يجعل من ذريته أئمة مثله ، فأخبر أنه فاعل ذلك إلا بمن كان من أهل الظلم منهم ، فإنه غير مصيره كذلك ، ولا جاعله في محل أوليائه عنده بالتكرمة بالإمامة لان الإمامة إنما هي لأوليائه وأهل طاعته دون أعدائه والكافرين به .
واختلف أهل التأويل في العهد الذي حرم الله جل ثناؤه الظالمين أن ينالوه ، فقال بعضهم : ذلك العهد هو النبوة . ذكر من قال ذلك :

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 737
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست