responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 714


يكون تائبا إلا وهو مهتد ، ولا مهتديا إلا وهو تائب . فكذلك لا يمكن أن يكون الله آمرا شيئا بالوجود إلا وهو موجود ، ولا موجودا إلا وهو آمره بالوجود ولذلك استجاز من استجاز نصب فيكون من قرأ : إنما قولنا لشئ إذا أردناه أن يقول له كن فيكون بالمعنى الذي وصفنا على معنى : أن نقول فيكون .
وأما رفع من رفع ذلك ، فإنه رأى أن الخبر قد تم عند قوله : إذا أردناه أن نقول له كن إذ كان معلوما أن الله إذا حتم قضاءه على شئ كان المحتوم عليه موجودا ، ثم ابتدأ بقوله : فيكون ، كما قال جل ثناؤه : لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء ، وكما قال ابن أحمر :
يعالج عاقرا أعيت عليه * ليلقحها فينتجها حوارا يريد : فإذا هو ينتجها حوارا .
فمعنى الآية إذا : وقالوا اتخذ الله ولدا ، سبحانه أن يكون له ولد بل هو مالك السماوات والأرض وما فيهما ، كل ذلك مقر له بالعبودية بدلالته على وحدانيته . وأنى يكون له ولد ، وهو الذي ابتدع السماوات والأرض من غير أصل ، كالذي ابتدع المسيح من غير والد بقدرته وسلطانه ، الذي لا يتعذر عليه به شئ أراده بل إنما يقول له إذا قضاه فأراد تكوينه : كن ، فيكون موجودا كما أراده وشاءه . فكذلك كان ابتداعه المسيح وانشائه إذ أراد خلقه من غير والد . القول في تأويل قوله تعالى :
* ( وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم قد بينا الآيات لقوم يوقنون ) * اختلف أهل التأويل فيمن عنى الله بقوله : وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله فقال بعضهم : عنى بذلك النصارى . ذكر من قال ذلك :
1544 - حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، عن ابن أبي

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 714
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست