responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 709


عن جميعهم بطاعتهم إياه وإقرارهم له بالعبودية عقيب قوله : وقالوا اتخذ الله ولدا فدل ذلك على صحة ما قلنا . القول في تأويل قوله تعالى :
* ( بديع السماوات والأرض وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون ) * يعني جل ثناؤه بقوله : بديع السماوات والأرض مبدعها . وإنما هو مفعل صرف إلى فعيل ، كما صرف المؤلم إلى أليم ، والمسمع إلى سميع . ومعنى المبدع : المنشئ والمحدث ما لم يسبقه إلى إنشاء مثله وإحداثه أحد ولذلك سمي المبتدع في الدين مبتدعا ، لاحداثه فيه ما لم يسبقه إليه غيره . وكذلك كل محدث فعلا أو قولا لم يتقدمه فيه متقدم ، فإن العرب تسميه مبتدعا . ومن ذلك قول أعشى بني ثعلبة في مدح هوذة بن علي الحنفي :
يرعى إلى قول سادات الرجال إذا * أبدوا له الحزم أو ما شاءه ابتدعا أي يحدث ما شاء . ومنه قول رؤبة بن العجاج :
فأيها الغاشي القذاف الأتيعا * إن كنت لله التقي الأطوعا فليس وجه الحق أن تبدعا يعني : أن تحدث في الدين ما لم يكن فيه .
فمعنى الكلام : سبحان الله أنى يكون له ولد وهو مالك ما في السماوات والأرض ، تشهد له جميعا بدلالتها عليه بالوحدانية ، وتقر له بالطاعة وهو بارئها وخالقها ، وموجدها من غير أصل ، ولا مثال احتذاها عليه وهذا إعلام من الله جل ثناؤه عباده ، أن مما يشهد له بذلك المسيح الذي أضافوا إلى الله جل ثناؤه بنوته ، وإخبار منه لهم أن الذي ابتدع السماوات والأرض من غير أصل وعلى غير مثال ، هو الذي ابتدع المسيح من غير والد بقدرته . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال جماعة من أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 709
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست