responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 680


أهل غش لهم وحسد وبغي ، وأنهم يتمنون لهم المكاره ويبغونهم الغوائل ، ونهاهم أن ينتصحوهم ، وأخبرهم أن من ارتد منهم عن دينه فاستبدل بإيمانه كفرا فقد أخطأ قصد السبيل .
القول في تأويل قوله تعالى : فقد ضل سواء السبيل .
أما قوله : فقد ضل فإنه يعني به ذهب وحاد . وأصل الضلال عن الشئ : الذهاب عند والحيد . ثم يستعمل في الشئ الهالك والشئ الذي لا يؤبه له ، كقولهم للرجل الخامل الذي لا ذكر له ولا نباهة : ضل بن ضل ، وقل بن قل كقول الأخطل في الشئ الهالك :
كنت القذى في موج أكدر مزبد * قذف الآتي به فضل ضلالا يعني : هلك فذهب . والذي عنى الله تعالى ذكره بقوله : فقد ضل سواء السبيل فقد ذهب عن سواء السبيل وحاد عنه .
وأما تأويل قوله : سواء السبيل فإنه يعني بالسواء : القصد والمنهج ، وأصل السواء : الوسط ذكر عن عيسى بن عمر النحوي أنه قال : ما زلت أكتب حتى انقطع سوائي ، يعني وسطي . وقال حسان بن ثابت :
يا ويح أنصار النبي ونسله * بعد المغيب في سواء الملحد يعني بالسواء الوسط . والعرب تقول : هو في سواء السبيل ، يعني في مستوى السبيل . وسواء الأرض مستواها عندهم ، وأما السبيل فإنها الطريق المسبول ، صرف من مسبول إلى سبيل .

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 680
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست