responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 679


يعني : بل كل إلي حبيب .
وقد كان بعضهم يقول منكرا قول من زعم أن أم في قوله : أم تريدون استفهام مستقبل منقطع من الكلام يميل بها إلى أوله أن الأول خبر والثاني استفهام ، والاستفهام لا يكون في الخبر ، والخبر لا يكون في الاستفهام ولكن أدركه الشك بزعمه بعد مضي الخبر ، فاستفهم .
فإذا كان معنى أم ما وصفنا ، فتأويل الكلام : أتريدون أيها القوم أن تسألوا رسولكم من الأشياء نظير ما سأل قوم موسى من قبلكم ، فتكفروا إن منعتموه في مسألتكم ما لا يجوز في حكمة الله إعطاؤكموه ، أو أن تهلكوا ، إن كان مما يجوز في حكمته عطاؤكموه فأعطاكموه ثم كفرتم من بعد ذلك ، كما هلك من كان قبلكم من الأمم التي سألت أنبياءها ما لم يكن لها مسألتها إياهم ، فلما أعطيت كفرت ، فعوجلت بالعقوبات لكفرها بعد إعطاء الله إياها سؤلها .
القول في تأويل قوله تعالى : ومن يتبدل الكفر بالايمان .
يعني جل ثناؤه بقوله : ومن يتبدل ومن يستبدل الكفر ويعني بالكفر : الجحود بالله وبآياته بالايمان ، يعني بالتصديق بالله وبآياته والاقرار به . وقد قيل عنى بالكفر في هذا الموضع الشدة وبالايمان الرخاء . ولا أعرف الشدة في معاني الكفر ، ولا الرخاء في معنى الايمان ، إلا أن يكون قائل ذلك أراد بتأويله الكفر بمعنى الشدة في هذا الموضع وبتأويله الايمان في معنى الرخاء ما أعد الله للكفار في الآخرة من الشدائد ، وما أعد الله لأهل الايمان فيها من النعيم ، فيكون ذلك وجها وإن كان بعيدا من المفهوم بظاهر الخطاب . ذكر من قال ذلك :
1478 - حدثني المثنى ، قال : ثنا إسحاق ، قال : ثنا ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن أبي العالية : ومن يتبدل الكفر بالايمان يقول : يتبدل الشدة بالرخاء .
* - حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسن ، قال : حدثني حجاج ، عن ابن أبي جعفر ، عن الربيع ، عن أبي العالية بمثله .
وفي قوله : ومن يتبدل الكفر بالايمان فقد ضل سواء السبيل دليل واضح على ما قلنا من أن هذه الآيات من قوله : يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا خطاب من الله جل ثناؤه المؤمنين به من أصحاب رسول الله ( ص ) وعتاب منه لهم على أمر سلف منهم مما سر به اليهود وكرهه رسول الله ( ص ) لهم ، فكرهه الله لهم . فعاتبهم على ذلك ، وأعلمهم أن اليهود

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 679
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست