المستفيض ، إما من وجه نقل العدول الاثبات فيما لم يكن فيه عنه النقل المستفيض ، أو من وجه الدلالة المنصوبة على صحته ، وأوضحهم برهانا [1] فيما ترجم وبين من ذلك ، مما كان مدركا علمه من وجهة اللسان : إما بالشواهد من أشعارهم السائرة ، وإما من منطقهم ولغاتهم المستفيضة المعروفة ، كائنا من كان ذلك المتأول والمفسر ، بعد أن لا يكون خارجا تأويله وتفسيره ما تأول وفسر من ذلك عن أقوال السلف من الصحابة والأئمة والخلف من التابعين وعلماء الأمة .
القول في تأويل أسماء القرآن وسوره وآية قال أبو جعفر : إن الله تعالى ذكره سمى تنزيله الذي أنزله على نبيه محمد ( صلى الله عليه وسلم ) أسماء أربعة : منهن القرآن ، فقال في تسميته إياه بذلك في تنزيله : ( نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين ) [2] وقال : ( إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون ) [3] .
ومنهن الفرقان ، قال جل ثناؤه في وحيه إلى نبيه ( صلى الله عليه وسلم ) يسميه بذلك : ( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا ) [4] .
ومنهن الكتاب ، قال تبارك اسمه في تسميته إياه به : ( الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما ) [5] .
ومنهن الكتاب ، قال تعالى ذكره في تسميته إياه به : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) [6] .
ولكل اسم من أسمائه الأربعة في كلام العرب معنى ووجه غير معنى الآخر ووجهه .
فأما " القرآن " ، فإن المفسرين اختلفوا في تأويله ، الواجب أن يكون تأويله على قول ابن عباس : من التلاوة والقراءة ، وأن يكون مصدرا ، من قول القائل : قرأت القرآن ، كقولك " الخسران " من " خسرت " ، و " الغفران " من " غفر الله لك " ، و " الكفران " من " كفرتك " ، و " الفرقان " من " فرق الله بين الحق والباطل " . وذلك أن :