responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 632


لقد كان سليمان ساحرا ، هذا سحره ، بهذا تعبدنا ، وبهذا قهرنا . فقال المؤمنون : بل كان نبيا مؤمنا . فلما بعث الله النبي محمدا ( ص ) جعل يذكر الأنبياء حتى ذكر داود وسليمان ، فقالت اليهود : انظروا إلى محمد يخلط الحق بالباطل ، يذكر سليمان مع الأنبياء ، وإنما كان ساحرا يركب الريح . فأنزل الله عذر سليمان : واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان الآية .
1386 - حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلمة ، قال : حدثني ابن إسحاق : وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وذلك أن رسول الله ( ص ) فيما بلغني لما ذكر سليمان بن داود في المرسلين ، قال بعض أحبار اليهود : ألا تعجبون من محمد يزعم أن ابن داود كان نبيا ، والله ما كان إلا ساحرا فأنزل الله في ذلك من قولهم : وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا أي باتباعهم السحر وعملهم به وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت .
قال أبو جعفر : فإذا كان الامر في ذلك على ما وصفنا وتأويل قوله : واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا ما ذكرنا فتبين أن في الكلام متروكا ترك ذكره اكتفاء بما ذكر منه ، وأن معنى الكلام : واتبعوا ما تتلوا الشياطين من السحر على ملك سليمان فتضيفه إلى سليمان ، وما كفر سليمان فيعمل بالسحر ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر .
وقد كان قتادة يتأول قوله : وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا على ما قلنا .
1387 - حدثنا بشر بن معاذ ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله : وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يقول : ما كان عن مشورته ، ولا عن رضا منه ولكنه شئ افتعلته الشياطين دونه .
وقد دللنا فيما مضى على اختلاف المختلفين في معنى تتلو ، وتوجيه من وجه ذلك إلى أن تتلوا بمعنى تلت ، إذ كان الذي قبله خبرا ماضيا وهو قوله : واتبعوا وتوجيه الذين وجهوا ذلك إلى خلاف ذلك . وبينا فيه وفي نظيره الصواب من القول ، فأغنى ذلك عن إعادته في هذا الموضع . وأما معنى قوله : ما تتلوا فإنه بمعنى الذي تتلو وهو السحر .

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 632
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست