responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 61


هو ما يسبق إليه أوهام أهل الغباء ، من أنه لم يكن يفسر من القرآن إلا القليل من آية ، واليسير من حروفه ، كان إنما أنزل إليه ( صلى الله عليه وسلم ) الذكر ليترك للناس بيان ما أنزل إليهم لا ليبين لهم ما أنزل إليهم .
وفي أمر الله جل ثناؤه نبيه ( صلى الله عليه وسلم ) ببلاغ ما أنزل إليه ، وإعلامه إياه أنه إنما نزل إليه ما أنزل ليبين للناس ما نزل إليهم ، وقيام الحجة على أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قد بلغ فأدى ما أمره الله ببلاغه وأدائه على ما أمر به ، وصحة الخبر عن عبد الله بن مسعود لقيله : " كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعلم معانيهن والعمل بهن " ما ينبئ عن جهل من ظن أو توهم أن معنى الخبر الذي ذكرنا عن عائشة عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أنه لم يكن يفسر من القرآن شيئا إلا آيا تعد ، هو أنه لم يكن يبين لامته من تأويله إلا اليسير القليل منه . هذا مع ما في الخبر الذي روي عن عائشة من العلة التي في إسناده ، التي لا يجوز معها الاحتجاج به لاحد ممن علم صحيح سند الآثار وفاسدها في الدين ، لان راويه ممن لا يعرف في أهل الآثار ، وهو جعفر بن محمد الزبيدي . وأما الاخبار التي ذكرناها عنه من التابعين بإحجامه عن التأويل ، فإن فعل من فعل ذلك منهم كفعل من أحجم منهم عن الفتيا في النوازل وعلمه بأن الله في كل نازلة وحادثة حكما موجودا ، بنص أو دلالة . فلم يكن إحجامه عن خائف أن لا يبلغ في اجتهاده ما كلف الله العلماء من عباده فيه . فكذلك معنى إحجام من أحجم عن القيل في تأويل القرآن وتفسيره من العلماء السلف ، إنما كان إحجامه عنه حذار أن لا يبلغ أداء ما كلف من إصابة صواب القول فيه ، لا على أن تأويل ذلك محجوب عن علماء الأمة غير موجود بين أظهرهم .
ذكر الاخبار عن بعض السلف فيمن كان من قدماء المفسرين محمودا علمه بالتفسير ومن كان منهم مذموما علمه بذلك 84 - حدثنا محد بن بشار ، قال : حدثنا وكيع ، قال : حدثنا سفيان ، عن سليمان ، عن مسلم ، قال : قال عبد الله : نعم ترجمان القرآن ابن عباس .
* - وحدثني يحيى بن داود الواسطي ، قال : حدثنا إسحاق الأزرق ، عن سفيان ،

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 61
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست