responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 592


تزعمون أيها اليهود مؤمنين . وإنما عيرهم جل ثناؤه بقتل أوائلهم أنبياءه عند قولهم حين قيل لهم : آمنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا لأنهم كانوا لأوائلهم الذين تولوا قتل أنبياء الله مع قيلهم : نؤمن بما أنزل علينا متولين ، وبفعلهم راضين ، فقال لهم : إن كنتم كما تزعمون مؤمنين بما أنزل عليكم ، فلم تتولون قتله أنبياء الله ؟ أي ترضون أفعالهم .
القول في تأويل قوله تعالى :
* ( ولقد جاءكم موسى بالبينات ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون ) * يعني جل ثناؤه بقوله : ولقد جاءكم موسى بالبينات أي جاءكم بالبينات الدالة على صدقه وحقية نبوته كالعصا التي تحولت ثعبانا مبينا ، ويده التي أخرجها بيضاء للناظرين ، وفلق البحر ، ومصير أرضه له طريقا يبسا ، والجراد والقمل والضفادع ، وسائر الآيات التي بينت صدقه وحقية نبوته . وإنما سماها الله بينات لتبينها للناظرين إليها أنها معجزة لا يقدر على أن يأتي بها بشر إلا بتسخير الله ذلك له ، وإنما هي جمع بينة مثل طيبة وطيبات .
قال أبو جعفر : ومعنى الكلام : ولقد جاءكم يا معشر يهود بني إسرائيل موسى بالآيات البينات على أمره وصدقه وحقية نبوته . وقوله : ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون يقول جل ثناؤه لهم : ثم اتخذتم العجل من بعد موسى إلها ، فالهاء التي في قوله :
من بعده من ذكر موسى . وإنما قال : من بعد موسى ، لأنهم اتخذوا العجل من بعد أن فارقهم موسى ماضيا إلى ربه لموعده ، على ما قد بينا فيما مضى من كتابنا هذا . وقد يجوز أن تكون الهاء التي في بعده إلى ذكر المجئ ، فيكون تأويل الكلام حينئذ : ولقد جاءكم موسى بالبينات ثم اتخذتم العجل من بعد مجئ البينات وأنتم ظالمون ، كما تقول : جئتني فكرهته يعني كرهت مجيئك .
وأما قوله : وأنتم ظالمون فإنه يعني بذلك أنكم فعلتم ما فعلتم من عبادة العجل ، وليس ذلك لكم وعبدتم غير الذي كان ينبغي لكم أن تعبدوه لان العبادة لا تنبغي لغير الله .
وهذا توبيخ من الله لليهود ، وتعيير منه لهم ، وإخبار منه لهم أنهم إذا كانوا فعلوا ما فعلوا من اتخاذ العجل إلها وهو لا يملك لهم ضرا ولا نفعا ، بعد الذي علموا أن ربهم هو الرب الذي

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 592
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست