responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 591


فقال : أضحي ، ثم قال : ولا أمسيت .
وقال بعض نحويي الكوفيين : إنما قيل : فلم تقتلون أنبياء الله من قبل فخاطبهم بالمستقبل من الفعل ومعناه الماضي ، كما يعنف الرجل الرجل على ما سلف منه من فعل ، فيقول له : ويحك لم تكذب ولم تبغض نفسك إلى الناس ؟ كما قال الشاعر :
إذا ما انتسبنا لم تلدني لئيمة * ولم تجدي من أن تقري به بدا فالجزاء للمستقبل ، والولادة كلها قد مضت وذلك أن المعنى معروف ، فجاز ذلك .
قال : ومثله في الكلام إذا نظرت في سيرة عمر لم تجده يسئ ، المعنى : لم تجده أساء ، فلما كان أمر عمر لا يشك في مضيه لم يقع في الوهم أنه مستقبل ، فلذلك صلحت من قبل مع قوله : فلم تقتلون أنبياء الله من قبل .
قال : وليس الذين خوطبوا بالقتل هم القتلة ، إنما قتل الأنبياء أسلافهم الذين مضوا ، قتلوهم على ذلك ورضوا فنسب القتل إليهم .
والصواب فيه من القول عندنا أن الله خاطب الذين أدركوا رسول الله ( ص ) من يهود بني إسرائيل ، بما خاطبهم في سورة البقرة وغيرها من سائر السور ، بما سلف من إحسانه إلى أسلافهم ، وبما سلف من كفران أسلافهم نعمه ، وارتكابهم معاصيه ، واجترائهم عليه وعلى أنبيائه ، وأضاف ذلك إلى المخاطبين به نظير قول العرب بعضها لبعض : فعلنا بكم يوم كذا وكذا ، وفعلتم بنا يوم كذا كذا وكذا ، على نحو ما قد بيناه في غير موضع من كتابنا هذا يعنون بذلك أن أسلافنا فعلوا ذلك بأسلافكم وأن أوائلنا فعلوا ذلك بأوائلكم . فكذلك ذلك في قوله : فلم تقتلون أنبياء الله من قبل وإن كان قد خرج على لفظ الخبر عن المخاطبين به خبرا من الله تعالى ذكره عن فعل السالفين منهم على نحو الذي بينا ، جاز أن يقال من قبل إذ كان معناه : قل فلم يقتل أسلافكم أنبياء الله من قبل ؟ وكان معلوما بأن قوله : فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إنما هو خبر عن فعل سلفهم . وتأويل قوله : من قبل أي من قبل اليوم .
أما قوله : إن كنتم مؤمنين فإنه يعني إن كنتم مؤمنين بما أنزل الله عليكم كما زعمتم . وإنما عنى بذلك اليهود الذين أدركوا رسول الله ( ص ) وأسلافهم ، إن كانوا وكنتم كما

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 591
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست