responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 556


دياركم ؟ وقال : أو كان القوم يقتلون أنفسهم ، ويخرجونها من ديارها ، فنهوا عن ذلك ؟
قيل : ليس الامر في ذلك على ما ظننت ، ولكنهم نهوا عن أن يقتل بعضهم بعضا ، فكان في قتل الرجل منهم الرجل قتل نفسه ، إذ كانت ملتهما بمنزلة رجل واحد ، كما قال عليه الصلاة والسلام : إنما المؤمنون في تراحمهم وتعاطفهم بينهم بمنزلة الجسد الواحد إذا اشتكى بعضه تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر .
وقد يجوز أن يكون معنى قوله : لا تسفكون دماءكم أي لا يقتل الرجل منكم الرجل منكم ، فيقاد به قصاصا ، فيكون بذلك قاتلا نفسه لأنه كان الذي سبب لنفسه ما استحقت به القتل ، فأضيف بذلك إليه قتل ولي المقتول إياه قصاصا بوليه ، كما يقال للرجل يركب فعلا من الأفعال يستحق به العقوبة فيعاقب العقوبة : أنت جنيت هذا على نفسك .
وبنحو الذي قلنا في تأويل ذلك قال أهل التأويل : ذكر من قال ذلك :
حدثنا بشر بن معاذ ، قال : ثنا يزيد بن زريع ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم أي لا يقتل بعضكم بعضا ، ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ونفسك يا ابن آدم أهل ملتك .
حدثني المثنى ، قال : ثنا آدم ، قال : ثنا أبو جعفر ، عن الربيع ، عن أبي العالية في قوله : وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم يقول : لا يقتل بعضكم بعضا ، ولا حدثني تخرجون أنفسكم من دياركم يقول : لا يخرج بعضكم بعضا من الديار .
حدثني المثنى ، قال : ثنا آدم ، قال : ثنا أبو جعفر ، عن قتادة في قوله : لا تسفكون دماءكم يقول : لا يقتل بعضكم بعضا بغير حق ولا تخرجون أنفسكم من دياركم فتسفك يا ابن آدم دماء أهل ملتك ودعوتك .

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 556
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست