responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 542


قال : لما قالت اليهود ما قالت ، قال الله عز وجل : قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده وقال في مكان آخر : وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون . ثم أخبر الخبر فقال : بلى من كسب سيئة .
وهذه الأقوال التي رويناها عن ابن عباس ومجاهد وقتادة بنحو ما قلنا في تأويل قوله : قل أتخذتم عند الله عهدا لان مما أعطاه الله عباده من ميثاقه أن من آمن به وأطاع أمره نجاه من ناره يوم القيامة . ومن الايمان به الاقرار بأن لا إله إلا الله ، وكذلك من ميثاقه الذي واثقهم به أن من أتى الله يوم القيامة بحجة تكون له نجاة من النار فينجيه منها . وكل ذلك وإن اختلفت ألفاظ قائليه ، فمتفق المعاني على ما قلنا فيه ، والله تعالى أعلم . القول في تأويل قوله تعالى :
* ( بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) * وقوله : بلى من كسب سيئة تكذيب من الله القائلين من اليهود : لن تمسنا النار إلا أياما معدودة وإخبار منه لهم أنه يعذب من أشرك وكفر به وبرسله وأحاطت به ذنوبه فمخلده في النار فإن الجنة لا يسكنها إلا أهل الايمان به وبرسوله ، وأهل الطاعة له ، والقائمون بحدوده . كما :
حدثنا محمد بن حميد ، قال : ثنا سلمة ، قال : حدثني محمد بن إسحاق ، قال : حدثني محمد بن أبي محمد ، عن سعيد بن جبير أو عكرمة ، عن ابن عباس : بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته أي من عمل مثل أعمالكم وكفر بمثل ما كفرتم به حتى يحيط كفره بما له من حسنة ، فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون .
قال : وأما بلى فإنها إقرار في كل كلام في أوله جحد ، كما نعم إقرار في الاستفهام الذي لا جحد فيه ، وأصلها بل التي هي رجوع عن الجحد المحض في قولك :
ما قام عمرو بل زيد فزيد فيها الياء ليصلح عليها الوقوف ، إذ كانت بل لا يصلح عليها الوقوف ، إذ كانت عطفا ورجوعا عن الجحد ،

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 542
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست